طارق الشناوى

هذا العام أصبحنا نطلق، وبدون وجه حق، عددا من الصفات على الأعمال الدرامية، ستجد مثلا تعبير (قصير) مقصودا به مسلسل 15 حلقة، كما أن (شعبى) صارت لصيقة بالعمل الدرامى الذى تجرى أحداثه بين الحوارى والأزقة، حتى لو انتقل البطل لمنطقة راقية ضمن الأحداث، للتجمع الخامس مثلا، إلا أن الأحداث الصارخة ستعود مجددا للشارع.

 

هل 15 حلقة تستدعى للذاكرة تعبير (قصير)؟.. الحقيقة أنه مسلسل طويل، ولكننا نريد تمييزه على المسلسلات التى تصل إلى 30، لو عدت للتاريخ القريب ستكتشف أن لدينا مسلسلات عديدة 13 أو 14 أو 18 حلقة ولم ننعتها بالقصيرة، ولإنعاش الذاكرة أذكركم بـ(أحلام الفتى الطائر)، (هو وهى)، ( الحب وأشياء أخرى).

 

لو استعرنا المقياس السينمائى وطبقناه على الدراما التليفزيونية فى إطلاق صفة الطويل ومن ثم القصير، سنجد أن الفيلم الذى يصل إلى 60 دقيقة فما فوق يطلق عليه طويل، وما دون الثلاثين دقيقة هو القصير.

 

وهكذا مثلا هناك فيلم فلبينى الجنسية زمنه 16 ساعة، تصنيفه طويل، وليس (طويل جدا)، كما أن الفيلم القصير الذى لا تتجاوز أحداثه نصف دقيقة، هو قصير وليس قصيرا جدا.

 

أعتقد أننا فى رمضان القادم سنجد مسلسلات 7 أو8 حلقات، وكلها تقع تحت نفس الدائرة، طويل.

 

تكرار إطلاق (قصير) على مسلسلات 15 حلقة، سيجعل هناك من يقدم كشف حساب نهائيا فى رمضان عن أفضل مسلسل قصير وأفضل مسلسل طويل، وهو ما يعنى أننا بصدد نوعين، مما يفسد تماما التقييم.

 

التوصيف الثانى المتداول بكثرة (شعبى)، الكلمة كانت تطلق على المطربين محمد طه وخضرة محمد خضر وبدرية السيد، ومتقال، مثلا محمد رشدى يحمل لقب مطرب شعبى وقبله أستاذه محمد عبد المطلب، وعندما ظهرت شيرين مطلع الألفية أرادوا على سبيل التقليل من شأنها نعتها بـ(المطربة الشعبية)، كان المقصود وقتها الدفع بمطربة أخرى تحمل نفس الاسم، فمنحوا (شيرين) صفة شعبى وبعضهم استخدم التعبير الشائع للتقليل منا ووصفها قائلا مطربة (بيئة)!!.

 

بينما فى الدراما نحن نميل أكثر للمسلسلات التى تحمل مبالغات، نصفها بالشعبية، وكثيرا ما تنقلب الأحداث ويمنح صانع العمل الفنى لنفسه أحقية تقديم أى انقلاب درامى، يعن له، مثلما شاهدنا فى (العتاولة)، قبل النهاية أن الشقيقين أحمد السقا وطارق لطفى ليسا شقيقين،والناس تكمل منبهرة، الشعبى به صراع ينطبق عليه قانون الغاب، الدولة غالبا ومن خلال أجهزتها الأمنية لا تتواجد دراميا إلا فى الحلقة الأخيرة.

 

ليس فقط (العتاولة)، لدينا (حق عرب) و(المعلم)، والهدف لكل الأبطال هو تحقيق أعلى درجات المشاهدة.

 

الناس دخلت فى سباق من هو الأكثر شعبية؟، هل هو مصطفى شعبان أم أحمد السقا وطارق لطفى وباسم سمرة؟، أم أنه أحمد العوضى، أم لعله محمد إمام فى مسلسل (كوبرا).

 

عدد كبير من المسلسلات التى قدمها المخرج محمد سامى بطولة محمد رمضان وصلت لذروة الشعبية مثل (الأسطورة) و(البرنس) و(جعفر العمدة).

 

الحكاية أسبق من التليفزيون وبدأت فى السينما، مع فريد شوقى الذى أطلقوا عليه من فرط ما حققه من جماهيرية (ملك الترسو)، المقصود بها سينمات الدرجة الثالثة، التى كانت أفلام فريد منذ الخمسينيات تصل فيها للرقم الأعلى فى شباك التذاكر، قبل أن يطلق عليه أيضا (ملك البريمو) فى سينمات الدرجة الأولى.

 

من هو النجم الجماهيرى الأول هذا العام فى كل هذه المسلسلات، وهل استطاع أحدهم أن يعلو على السقف الذى وصل إليه فى السنوات الأخيرة محمد رمضان؟، أترك لكم الإجابة!!.

 

نقلا عن المصرى اليوم