ياسر أيوب
ثلاث جزر صغيرة فى البحر المتوسط جنوب إيطاليا وشمال تونس وليبيا.. واحتلها كثيرون مثل الفينيقيين والرومان والعرب والإسبان والفرنسيين والإنجليز.. وأضافت للعالم حين استقلت 1964 دولة جديدة اسمها مالطا، كواحدة من أصغر بلدان العالم.. مساحتها 300 كيلومتر مربع ويعيش فيها نصف مليون شخص معظمهم يعشقون كرة القدم
وعرفت مالطا قبل استقلالها كرة القدم ومارستها وأسست اتحادها 1863 وبدأت بطولاتها 1909.. ورغم ذلك لم تلعب مالطا أول مباراة رسمية لها إلا 1975 دون أن تحقق حتى الآن أى انتصار أو نجاح كروى.. وظل جمهور الكرة فى مالطا سنين طويلة يدعو مسؤوليها للبحث عن حلول لإصلاح اللعبة وتطويرها.. ورغم تكرار هذه الدعوات والمحاولات والاجتماعات.. ظلت الكرة فى مالطا تعانى الفوضى والارتباك والفشل.. دورى غير مستقر سواء فى مواعيده أو شكله أوعدد أنديته، مع سوء اختيار لمن يديرون اللعبة ورؤساء أندية يستغلون أنديتهم للوجاهة والأهواء والمصالح الخاصة وأهوائهم.. وأخيرا كانت آخر الأزمات التى تخص المراهنات والتلاعب بالنتائج لكسب المال على حساب اللعبة ونجاحاتها وجماهيرها.
وكل من يتابع أحوال الكرة وتاريخها فى مالطا لا بد أن يخطر بباله المثل العربى الشهير الخاص بالأذان فى مالطا.. فحين دخل المسلمون مالطا واستولوا عليها سنة 840 وبدأوا رفع أذان الصلاة لم يستجب الناس للأذان.. وهى واحدة من روايات عديدة تشرح حكاية هذا المثل، منها رواية شيخ مغربى جاء إلى مالطا وعند وقت الصلاة لم يستجب لأذانه أحد.. ورواية أخرى تؤكد أن الشيخ عبد المعطى عبد الوارث الحجاجى حين تم نفيه مع سعد زغلول فى 1919 إلى مالطا، وفى أول أذان للشيخ أيضا لم يستجب أحد.
وروايات أخرى تختلف تفاصيلها لكن تؤكد كلها أن المقصود بهذا المثل أن أى دعوة للإصلاح والتغيير لا يسمعها أو لا يستجيب لها أحد.. ومثلما ينطبق هذا المثل على كثيرين فى أى مكان وزمان فهو ينطبق أيضا على جمهور الكرة فى مالطا الذى ظل سنين طويلة يدعو للإصلاح والتغيير والتطوير دون أن يسمعه أحد.. والمؤكد أيضا أن هناك خوفا من ألا ينتبه الناس فى مالطا للكرة فى جزيرتهم إلا بعد ضياع كل شىء.. والخوف على حاضر ومستقبل الكرة فى مالطا يستدعى مثلا شهيرا أيضا يقول.. بعد خراب مالطا.. ففى 1798 قاد نابليون الجيش الفرنسى لاحتلال مالطا التى هرب أهلها إلى صقلية.. ورغم بقاء الفرنسيين سنتين فقط إلا أنهم قاموا بتدمير كل شىء.. وحين عاد الناس من صقلية قيل عنهم إنهم عادوا لكن بعد خراب مالطا.. فهل لن يفيق مسؤولو الكرة إلا بعد خراب مالطا؟!.
نقلا عن المصرى اليوم