مع انطلاق شهر إبريل، الذى يعد شهر التوعية بمتلازمة التوحد، انطلق أهالى المصابين بهذه المتلازمة، يشاركون تغريدات ومنشورات حول المتلازمة، حيث فضّل قطاع كبير أن ينشر توعية من خلال تجربة واقعية له مع ابنه، أو يبعث لنجله رسالة كدعم وفخر، ويقول للعالم إنه ليس مرضًا ولا يوجد به ما يدعو للخجل، كما لقيت الحملة دعمًا واسعًا من الجمهور، وأيضًا من بعض المشاهير مثل أكرم حسنى.
ومن أبرز ما شاركته الأمهات حول إصابة أبنائهن بالتوحد، كتبت أم على لسان نجلها بحساب يحمل اسم محمد عبدالله، على فيسبوك، كأنه يوجه رسالة للعالم بما يشعر به، قائلة: «تتساءلون من أنا، أين أنا؟ أنا موجود من حولك دائمًا، أنا 1 من كل 160 طفلا مشخصا باضطراب طيف التوحد، قد أكون ابنك أخاك أو تلميذا لديك، قد تصادفنى فى تسوقك، تناول طعامك، وحتى قد أكون فى مقعد السفر بجانبك، لى عالم خاص، ماذا لو استطعت سماع الأصوات الذى أسمعها؟، ماذا لو استطعت معرفة ما تعنيه الضوضاء من حولى، هل أنت مُدرك ما أشعر به؟».
الهاشتاج لم يقتصر على المصريين فقط، بل شارك فيه عرب من مختلف الجنسيات، حيث كتبت أم سودانية تحمل اسم «أمل يوسف» عن تجربتها مع نجلها، ساردة: «مش حتعرف مقدار قوتك إلا لما تكون القوة خيارك الوحيد، حمودى صغير البيت وفرحته وبركته، رحلتنا مع التوحد ليها قرابة ست سنين، كان كل شىء عادى لحد عمر سنتين ونصف وبدأ بعدها يفقد مهاراته إلى أن فقد الكلام والتواصل البصرى.. بدينا رحلة التأهيل والتخبط من مكان للتانى، رغم المشقة والتعب والتأرجح ما بين الأمل واليأس، حمودى بطل حقيقى تخطى صعاب، ورجّع يتكلم فى عمر ست سنوات وبدأ يتعلم مهارات أكاديمية.. عالم صعب لكن النتائج تستاهل التعب».
وغير التوعية بالمرض، اختارت «ميمى رشدى» أن توجه لابنها رسالة حب ودعم وفخر، حيث كتبت «التوحد مش مرض.. التوحد خلل جينى اتحاد مش توحد، فخورة بيك وبذكائك وشطارتك وإصرارك وبحبك من كل قلبى»، وشاركت أم أخرى بحساب يدعى «أم أنس» ما تعلمته من إصابة ابنها بالتوحد قائلة «علمنى الصبر والهدوء والتأنى وطول البال، علمنى انى أحس بقيمة الإنجاز لما ابنى يعمل حاجة بسيطة.. علمنى أحس بالناس والتمس العذر لهم..علمنى ثقافة التقبل للآخر وإننا مختلفين وكل إنسان فيه حاجة مميزة».