ياسر أيوب
بالقرب من استاد ويمبلى فى لندن.. وُلد ريكى هيل 1959 وعاش سنواته الأولى يحب ويلعب كرة القدم، واحترف فى نادى ليوتن تاون 1975، وكان أحد لاعبين قليلين صعدوا بالنادى إلى الدورى الإنجليزى الممتاز، ولم يمضِ وقت طويل حتى تأكد كثيرون من موهبة ريكى، فتم ضمه إلى المنتخب الإنجليزى تحت 18 و21 سنة، ثم أصبح رابع لاعب أسود اللون فى تاريخ إنجلترا يلعب لمنتخبها الأول.. وبعد 13 سنة لاعبًا أساسيًّا لنادى ليوتن، لعب ريكى لعدة أندية، أشهرها ليستر سيتى الإنجليزى ولو هافر الفرنسى وتامبا باى الأمريكى. اعتزل ريكى 1994، وقرر التحول لتدريب كرة القدم.. وقام بالفعل بتدريب أكثر من نادٍ سواء فى الولايات المتحدة وجامايكا وترينداد وتوباجو، وحقق نجاحاته كمدرب مثلما حققها سابقًا كلاعب.. ونجح أيضًا فى تدريب الناشئين فى توتنهام وشيفيلد يونايتد، واختاره المدرب الكبير، السير أليكس فيرجسون، لتدريب الفريق الثانى لمانشستر يونايتد احترامًا وإعجابًا بأفكاره.. وظل ريكى طويلًا يحلم بفرصة لتدريب أى فريق أول لنادٍ إنجليزى، ولم تكتمل أبدًا أى مفاوضات بينه وبين أى نادٍ إنجليزى دون إبداء أسباب واضحة..
وأخيرًا أدرك ريكى السبب الحقيقى غير المعلن لرفض الأندية الإنجليزية الاعتراف به كمدرب.. وهو أنه أسود اللون.. وبعد فشل كل محاولاته لإقناع أندية بلاده بنسيان لونه الأسود، والاحتكام فقط للموهبة والقدرة والاستعداد.. اضطر ريكى لقبول منصب المدير التنفيذى لنادٍ فى شيكاجو.. وكان ذلك يعنى الرحيل من لندن والاستقرار فى شيكاجو. واضطر ريكى منذ أيام قليلة لأن يعتذر لوالدته، البالغة من العمر 99 عامًا، ويترك رعايتها لزوجته لأنه لم يجد عملًا فى لندن بسبب لونه الأسود.. والأم إنجليزية من جامايكا، والأب إنجليزى من الهند، وتزوج الاثنان، وعاشا وأنجبا ريكى فى لندن.. وكانت رسالة نشرها صحفيون إنجليز إشارة إلى بعض الأبواب التى لا تزال مغلقة فى وجوه البعض نتيجة ألوان بشرتهم.. وعلى الرغم من أن 43% من لاعبى الدورى الإنجليزى الممتاز حاليًا من أصحاب البشرة السوداء، فإن 4% فقط من أصحاب البشرة السوداء يمارسون التدريب، منهم اثنان فقط فى الدورى الممتاز.. وكأن الإنجليز يرون أن السود يُجيدون استخدام أقدامهم، لكن ليس عقولهم.. وكان أشهر مدرب فى الدورى الإنجليزى من أصحاب البشرة السوداء هو النجم الهولندى رود خوليت، الذى كان مدربًا لتشيلسى 1996.. وعادة لا يتولى أصحاب البشرة السوداء تدريب الأندية الإنجليزية الكبرى والشهيرة، ويكتفون فقط بتدريب أندية صغيرة فى درجات أدنى.. ونفس الأمر فى فرنسا، التى بها اثنان فقط فى الدورى الممتاز وواحد فى إيطاليا، وليس هناك مدربون سود فى الدورى الإسبانى أو الألمانى.
نقلا عن المصرى اليوم