د.امير فهمي زخاري
- ولماذا كانت فى شهر أكتوبر بالأساس ولم تكن فى ديسمبر أو نوفمبر
- ولماذا كان ميعاد الحرب الساعة 2 ظهرا وليس 4 أو 5 أو 6؟
- ومن حدد التوقيت الرئيس السادات أم الفريق سعد الدين الشاذلى أم المشير أحمد إسماعيل؟
كل تلك الأسئلة وراءها قصة بطل حقيقى من أبطال أكتوبر، هو اللواء أركان حرب صلاح فهمى نحلة رئيس فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة، وصاحب قرار ساعة الصفر...
مدة تنفيذ العملية العسكرية المصرية لعبور القناة، تستغرق 8 ساعات، وأول رد فعل إسرائيلى سيكون بعد 6 ساعات وفقا لقواعد انعقاد مجلس الوزراء الإسرائيلى واتخاذ قرار الحرب، ومن ثم يكون التوقيت الزمنى المناسب لساعة الصفر بين 12 إلى 2 ظهرا، بحيث تنتهى العملية العسكرية المصرية مع نهاية اليوم وتعجز إسرائيل عن الرد لحلول الظلام وتكون مصر أمام نجاح حقيقى على أرض المعركة، ورشح فهمى توقيت الساعة 2 ليكون ساعة الصفر ودعمه بأنه علميا لا يصح بدء المعركة والشمس أمام الجنود لأنها ستكون عائق كبير والأفضل أن تتم العملية عندما تتعامد أشعة الشمس على الرؤوس وهو ما كان.
فى إطار بحث اللواء فهمى للتوقيت المناسب، كان يقرأ كتابا عن الأعياد والمواسم والإجازات للإسرائيليين ووجد فيه أن عيد الغفران يوم 6 أكتوبر هو العيد الأطول فى الإجازات بواقع 6 أيام إجازة وتكون فيه تل أبيب فى حالة سكون تام، تغلق فيه المحلات والمؤسسات ومن ثم تنفيذ العملية العسكرية فى هذا اليوم سيصيب الجيش الإسرائيلى بشلل وفى المقابل زيادة نسبة نجاح الجنود المصريين بأرض المعركة.
الحالة التى كانت تمتلك اللواء فهمى وقت تكليفه بتحديد الميعاد الأفضل للحرب، كانت أقرب بحالة نيوتن عندما اكتشف الجاذبية الأرضية وقال عبارته الشهيرة «وجدتها وجدتها»، اللواء فهمى بعد انتهاء حساباته العلمية العسكرية قال أيضا: «وجدتها وجدتها»، وكان وقتها يجلس فى بيته بجوار أبنائه، فجذب كراسة أحد بناته وكتب فيها الدراسات الحسابية للحرب كاملة..
وحملها فى صباح اليوم التالى للواء الجمسى الذى رفعها للفريق الشاذلى ثم للمشير أحمد إسماعيل ثم للرئيس السادات وتمت الموافقة على الميعاد، وكانت ساعة الحسم الساعة 2 ظهرا يوم 6 أكتوبر 1973، حيث خطط اللواء فهمى.
شكرا سيادة اللواء صلاح فهمى، ولشعبك وأحفادك أن يفتخروا بك.