في مثل هذا اليوم 11 ابريل1991م..
توفيت في مثل هذا اليوم الشاعرة والأديبة المصرية جميلة العلايلي.
ولدت جميلة العلايلي في المنصورة بالدقهلية في 20 مارس عام 1907 وتوفيت في عين شمس بالقاهرة في 11 أبريل عام 1991 وهي أديبة وشاعرة مصرية ، تزوجت من سيد ندا و انجبت منه جلال سيد ندا ، قالت عن نفسها: «مثلي الأعلى منذ وعيت في الأدب أديبة الشرق النابغة مي زيادة ومثلي الأعلى في كفاحي الاجتماعي والوطني زعيمة النهضة النسائية هدى هانم شعراوى ومثلي الأعلى في الشعر رائد الشعر الحديث ومؤسس جماعة أبولو الدكتور أحمد زكي أبو شادي ورغم تأثّري بهؤلاء فقد كان لي أسلوبي الخاص في كل كفاح قمت به بإلهام من الله»
كانت بداياتها الأدبية والشعرية سابقة على "أبولو" حيث كانت شاعرة مجلة أبولو وكان يطلق عليها الشاعرة الابولونية ويرجع الفضل فيها إلى الأديبة مي زيادة ، استقبل شعر جميلة العلايلى استقبالا طيبا من الدكتور أحمد زكي أبو شادي رائد أبولو والدكتور إبراهيم ناجي وعلي الجندي والدكتور زكي مبارك والدكتور محمد مندور وصالح جودت وغيرهم من النقاد، فشجعها ذلك على الانتقال من المنصورة إلى القاهرة للإقامة الدائمة فيها.
لها جملة من الدواوين المنشورة تكتب لها منزلة فريدة في حياتنا الشعرية المعاصرة ، كما أن مقالاتها الشهرية في مجلتها الأهداف من عام 1949 وحتي عام 1975 كانت تهدف فيها إلى الإصلاح والتذكير بالقيم والمثل وتناول قضايا الأخلاق والآداب ومنزلة الامومة ولها أيضا عديد من الروايات الطويلة التي يمتزج فيها السرد القصصى مع الشعر ولنا نماذج من اشعارها :
من قصيدتها قلب غريب من ديوانها صدى إيماني :
رباه قلبي صاد كيف أرويـه.. من ذا يهدهد ما فيه ويسقيـه؟
صوت الجحود يرن اليوم في أذني.. لولا الإباء لرحت اليوم أحكيـه
قد بات قلبي غريبا في محبته.. حب طهور فهل من ثم يدريـه؟
وقد غدوت وحالي في الورى عجـب.. وليس في الحب ما أخشى فأخفيــه
أسائل الله عن قلبي ليلهمـني.. إن كنت أحيا به أو لا فأرثيه؟
من قصيدتها حب المحال من ديوان صدى أحلامي :
سلني مليك عواطفي المحبوبـا.. سَلْني عن الحُبِّ المُذِيب قُلوبا
حب " المحال " أصابَ مَعْقِل مهجتي.. فعرَفتُ فيه الصَفْو والتَّعْذيبا
يا حسرةً تُفني منــاهِلَ رغبــتي.. يا نزعةً تُحيي الفؤادَ طَرُوبا
إنِّـى أراه مـع الظلام كأنــَّه.. طيفٌ يلوح مع الحياةِ غريبــا
ويطوف بي شجْوُ الحنيـنِ كأنَّــني.. أفْنَيْتُ عُمرَ المُغرمين نحيبـا
لو أنَّ أحزاني تُطيع مدامعــي.. لرأيتَ دَمْعي في القريضِ صَبيبا
لو أنَّ بحر الحبِّ يأخذ مسرفاً.. ماءَ المَدَامعِ ما شكوْتُ سُكُوبـا
لو أنَّ ذاتكَ ما أرُوم وأبْتَغِـي.. مِنْ كُلِّ قلبٍ ما رجَوْتُ حَبيبــا
لكنَّني أهوى الفُنون لأنَّهــا.. تحْيا بمِشْكاةِ الخُلُودِ لَهِيبَـا
وأظلُّ أُفْتَن بالمُحَال لأنَّه.. رُوحُ الكمالِ فهل عَشِقْتُ عَجِيبَا
من قصيدتها الليل من ديوان نبضات شاعرة :
باللهِ، يا ليلُ لا تسمع لأتراحـي.. فكم حنوتُ على مُضْنَى ومُلْتَـاحِ
باللهِ، قل لي: هل عيناك قد فُتِحَـتْ.. على جريحٍِ تمنَّى كفَّ جــرَّاحِ
أشكو لنفسيَ من هَــمٍّ يُؤرِّقني.. والنَّاسُ في ليلِهم هاموا بأفـراحِ
هذا يسامر حسناءَ على حِـدَةٍ.. ما بين نايٍ، ومزمَارٍ، وأقـداحِ
خالٍ من الهَمِّ لا يشكو لها أبــداً.. إلا الصَّبابةَ في جَهرٍ وإفصَــ، ـاحِ
وذاك في نومه قد غُطَّ تحسَبُــهُ.. من الصَّباحِ على وعْدٍ لـصدَّاحِ
وأنتَ، يا ليلُ، ترعاني على حِدَةٍ.. ما أطْوَلَ الليلَ للمحرومِ يا صاحِ
أشكو إلى الله قلباً صاحياً أبـداً.. يا ليته مثل غيري ليس بالصَّاحـي