د. أمير فهمى زخارى المنيا
تعرفوا الفرق بين العربجي والمكاري'>مهنتي العربجي والمكاري
تعالوا معي نتعرف على الفرق بينهما وناخد جولة لمعرفه تفاصيل عن حياتهما...

حكاية مهنه العربجي ولماذا سمى على عوض:
- ما هي حكاية على عوض؟

- عارفين معنى (الشي والحا والهس) اللى بيقولها العربجى...
قبل مائة عام أو يزيد في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وعلى أمتداد القرن التاسع عشر إلى بداية الخمسينيات منه لم يكن هناك من وسائل أنتقال للبشر والبضائع في المدن المصرية
وخاصة القاهرة سوي الحنطور والعربات الكارو
وكان يقود العربة الكارو رجل في الغالب رث الثياب أشعث غاضب دائما في طلعته يطلق عليه (عربجي) ...

وكلمة (عربجي) أصلها تركي وتتكون من مقطعين الاول (عرب) ويعني العربة والثاني (جي) وهي تعني صاحب مهنة أو صنعة وهي تركية الأصل مثل المكوجي والجزمجي والبلطجى، ولأن مهنة العربجي كانت منبوذة إجتماعيا لا يمارسها غير الطبقات الفقيرة جدا، كان يستعملها المصريون في السباب لمن يريدون التحقير منه...

وكان (علي عوض) واحدا من هؤلاء العربجية وأستطاع ان يكون أسطولا من العربات الكارو
وصار شيخا لهذه الصنعة في ثلاثينيات القرن الماضي وكان لابد لأي عربجي أن يتتلمذ علي يديه ليعلمه فنون (الشيه والحا والهس) قبل ان يعطيه عربة وحمار ليعمل عليه مقابل أجر زهيد...

(والشي والحا والهس) هي كلمات فرعونية، شي بمعني (إمشى) والحا بمعني (حمار) وهس بمعني (قف)..
وكان (علي عوض) مشهور بشخصيته القوية وعدوانيته الشديدة في التعامل مع العربجية المنتسبين لمدرسته طلبا لعلمه من اجل العمل لديه،  لذا لم يكن الأمر يخلو من الضرب والإهانة للعربجي المتدرب ومن هنا كانت بداية تسمية (علي عوض) للعربجي من باب الشماته وتذكيره بالإهانة علي أيدي شيخ الصنعة وأستبدل المصريون كلمه (عربجي) بعبارة (علي عوض) في سبابهم وتلاسنهم علي العربجية...

وإلى بداية سبعينيات القرن الميلادي الماضي كان الحنطور وعربات الكارو مشهدا مألوفا في شوارع مصر وغاب العربجي بعربته الكارو وغاب حماره عن الشوارع منذ نصف قرن تقريبا، إلا في القرى وبعض المدن، وبقيت جملة (علي عوض) من ذكريات الطفولة الجميلة المشردة.

نجى بقه لمهنه المكاري:
المكاري، هي كلمة كانت تطلق قديمًا على من يمتلك “حمارًا” ويستخدمه كوسيلة للتنقل مقابل أجر، حيث كانت البغال والحمير هي الوسيلة الأسهل والأرخص في مصر المحروسة أيام زمان، مما أدى الى ظهور مهنة المكاري.

وخلال القرن التاسع عشر انتشرت هذه المهنة وضمت عددًا كبيرًا جدًا من العمال مقارنةً بالمهن الأخرى التى كانت موجودة في ذلك الوقت، وكان «المكاريون» يؤجرون دوابهم للمارة كوسيلة للمواصلات وحتى يجذبون أكبر عدد من الزبائن؛
 كانوا يهتمون اهتمامًا بالغًا بالبغال والحمير من حيث النظافة وكانوا يقومون بتزيين تلك الدواب للفت الأنظار إليها.

وكان لـ«المكاريون» مواقف كثيرة عند ميادين المحروسة وأبوابها المختلفة، وعادةً ما كان يمتطي العلماء والأثرياء البغال بينما يمتطي عامة الشعب والنساء الحمير.

استخدام الحمير والبغال كانت واحدة من أشهر وسائل الانتقال والسفر قديمًا، ولكن لم يمتلك الجميع لتلك الوسائل، فكان عليه الاتفاق مع "مكاري" لينقله من مكان إلى آخر.

كان الركاب ينقسمون إلى فئتين:
 الأغنياء الذين طلبوا توصيلات على البغال من أمام منزلهم،

والفقراء الذين يدفعوا أجرة بسيطة لمكاري الحمير مقابل نقلهم من المحطة الموجودين فيها إلى مكان آخر.

وكانت نشاطتهم متعددة فمنهم من يتعامل مع التجار لنقل البضائع من بلد إلى آخر، ومنهم من يتعامل بالأجرة في الشوارع، ومنهم من يتنظر المقاولات الكبيرة مثل سفر عائلة من مكان إلى آخر بمبلغ مناسب، وهكذا

مع المقال:
صوره نادرة يظهر الملك فؤاد الأول ملك مصر الأول، وهو يركب حمار لمكارى خلال زيارته لمدينة أسوان، في عشرينات القرن الماضي.


تحياتى للجميع...
د. أمير فهمى زخارى المنيا