د. أمير فهمى زخارى المنيا
آثار هذا المقال على صفحتى جدلا واسع النطاق ومحوره هل كلمه فرعون أسم علم او لقب؟؟؟
واكمل باقى الحديث فى المقال التالى واعرضه على حضراتكم دون تحيز لاستجلاء رأيكم...

 السبب فى حدوث هذا الخلط فى اعتقاد البعض بأن "فرعون" لقب الحاكم فى مصر القديمة وليس اسما، إلى العادة في إطلاق الألقاب على ملوك العالم القديم فعلى سبيل المثال يطلق على ملوك الفرس لقب كسري على الرغم أن من تسمى بذلك هو ملك من ملوكهم ، ثم اعتادوا بعد ذلك على تسمية كل ملك فارس بكسري، كذلك قيصر وهو اللقب الذي أطلق على ملوك الرومان على الرغم من أن أحدهم وأشهرهم قد سمي قيصر «سيسر» ثم أطلق اللقب بعد ذلك على الملوك الرومان وأصبحوا (قياصرة) وهو نفس الأمر بالنسبة لملوك الحبشة الذين لقبوا بلقب النجاشي علماً بأن أحدهم تسمى بالاسم نفسه هو النجاشي.

القرآن الكريم:
وبالنسبة للدلائل فى القرآن الكريم، قال إنها كثيرة ومنها أن كلمة فرعون في القرآن نجدها نكرة «غير معُرفة»، مما يدل أنه اسم علم وليس لقبا أو صفة أو منصبا "مثل الملك أوالإمبراطور"، ولقد تم ذكر اسم هذا الحاكم «فرعون» 74 مرة في القرآن الكريم كلها نكرة بدون "أل" فى دلالة واضحة على أنه اسم شخص بعينه، كما لم يرد مطلقا في القرآن جمع فرعون على صيغة فراعنة أو فراعين، مما يؤكد أنه اسم وليس لقبًا.

وأشار إلى أن اسم فرعون جاء فى القرآن مع أسماء أشخاص آخرين، فالنبى موسي عليه السلام توجه برسالته مخاطباً ثلاثة أشخاص أحدهم اسمه فرعون والثاني يسمي هامان والثالث اسمه قارون، وفى الآية 104 من سورة الأعراف (وقال موسي يا فرعون إنى رسول من ربَ العالمين ) فلو كان فرعون لقباً لقال موسى يا أيها الفرعون مثلما قال يوسف{ يا أّيها العزيز مسنا وأهلنا الضر} سورة يوسف آية 88.

وفى القرآن الكريم رغم مجيء الأنبياء إبراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام لأرض مصر ومعاصرتهم لحكام في عصورهم إلا أنه لم يطلق على أي من هؤلاء الحكام لقب الفرعون،

فالحاكم الذي عاصر إبراهيم عليه السلام أطلق عليه "الملك"،
والحاكم الذي عاصر يوسف عليه السلام أطلق عليه "الملك" في خمسة مواضع، وهناك أيضاً العزيز،

بينما الحاكم الذي عاصر موسي عليه السلام أطلق عليه "فرعون" (74 مرة في القرآن) بدون – ال – التعريف فى اشارة واضحة إلى أنه اسمه المجرد «فرعون» وليس لقباً.

فى التوراة التي خلطت كثيرا بين ملك مصر وفرعون، تقول فرعون ملك مصر، أو فرعون المتربع على العرش، "قل لفرعون ملك مصر أن يطلق بني إسرائيل من أرضه" (الخروج6)، والمقصود هنا هو شخص اسمه «فرعون» المتربع على عرش مصر، لافتًا إلى أن التوراة قد ذكرت ملكًا مصريًا آخر وهو "شيشق" (شاشانق)وهو أقل من فرعون موسى أهمية فكيف للتوراة أن تغفل ذكر اسم من ساماهم سوء العذاب وتذكره بلقبه وليس باسمه.

موقف علماء المصريات الغربيون::
يعتقد علماء المصريات الغربيون أن لقب «برعو» في اللغة المصرية القديمة تعني «المنزل الكبير» أو «البيت الكبير» أو ما يعني «الباب العالي», وذلك نسبة إلى تركيب «بر - عا»، الذي ظهر في عهد الأسرة الثامنة عشر والأسرة التاسعة عشر، وبالرغم من هذا فلا نجد دليلا في خرطوش واحد من الخراطيش الملكية التي تحمل أسماء الملوك يشير إلى ذلك اللقب «بر - عا»، ويظهر من ذلك محاولة هؤلاء العلماء الغربيين للتوفيق بين الآثار والتاريخ وبين ما ورد في التوراة، حيث أشارت التوراة في سفري التكوين والخروج لملوك مصر بلقب «فرعون»، غير أن التوراة لم تفرق في ذلك اللقب بين الملوك الثلاثة الذين كانوا يحكمون مصر وقتها والذين عاصروا أنبياء الله: إبراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام على الترتيب، بل عممت التسمية والتلقب بهذا اللقب على كل من حكم مصر، وفي هذا نظر، حيث لم يظهر اللقب «كلقب ثانوي» للملوك إلا في عهد الأسرة الثامنة عشر كما ذكرنا، ومن ثم يصعب تصور أن يتلقب ملك مصر بهذا اللقب في عهد إبراهيم أي ما يسبق ظهور تركيب «بر - عا» بما يزيد عن أربعة أو خمسة قرون كاملة، هذا إذا افترضنا بالطبع صحة الربط بين لفظ «فرعون» وبين «بر - عا»..

والخلاصة أن كلمة فرعون ربما قد أصبحت تستخدم استخداما شائعا في العصور الحديثة كلقب للحاكم في مصر القديمة لأسباب ترجع إلى الميول العقائدية ومحاولات التفسير التوراتية من زاوية واحدة، على أن التحقيق اللغوي للفظة يظل بعيدا كل البعد عن حقيقة تلقب الحكام المصريين بهذا اللقب....

ويظل الجدال قائما... "فرعون أسم والا لقب"... وللحديث بقيه " وماذا من وجهه نظر التواره " تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا