ياسر أيوب
بعد 36 عاما على تأسيسها فى مدينة ليفركوزن الألمانية على ضفاف نهر الراين.. اخترعت شركة باير للأدوية فى 1899 أقراص حمض أسيتيل ساليسيلك أو الأسبرين الذى كان أول نجاحات الشركة التى ستصبح مستقبلا إحدى أكبر وأشهر وأهم شركات الدواء فى العالم.. وبعد أربع سنوات فقط على اختراع الأسبرين.. تقدم 170 عاملا فى شركة باير بطلب لأصحاب الشركة يريدون موافقتهم ومساندتهم لتأسيس ناد رياضى جديد لهم.. وبالفعل تأسس النادى فى الأول من يوليو 1904 الذى حمل اسم باير ليفركوزن.. أى اسم الشركة واسم المدينة أيضا التى تنتمى لها الشركة ويعيش فيها العمال الذين من أجلهم كان هذا النادى.. وفى 1928 تأسست إدارة منفصلة خاصة بكرة القدم أيضا تحت اسم باير ليفركوزن.. وظل النادى يلعب فى الدرجة الرابعة ثم الثالثة للدورى الألمانى حتى صعد للدرجة الثانية فى 1936.. عندها قررت الشركة أن تضع اللوجو الخاص بها على قمصان لاعبى الفريق ولايزال موجودا حتى الآن.
وبقى باير ليفركوزن يصعد ويهبط ويفوز ويخسر حتى 1980 حين استقر به المقام فى البوندزليجا أو الدورى الألمانى الممتاز.. ولست هنا أحكى عن تاريخ شركة أدوية كبرى أو ناد كروى ألمانى.. إنما أتوقف فقط أمام درس لم تتعلمه شركات وهيئات مصرية أسست أندية كروية دون اهتمام وانتباه وحرص على امتلاك جمهور ينتمى للنادى، ويصبح سندا حقيقيا ودائما له.. فشركة باير كان بإمكانها الاكتفاء بأن يحمل النادى الذى أسسته اسم الشركة وحدها.. لكنها اختارت الانتماء لمدينة يحمل النادى أيضا اسمها فأصبح أهلها هم جمهور هذا النادى.. وهى تجربة لم تنجح فيها إلا شركة غزل المحلة التى أصبح ناديها ملكا لكل الناس فى مدينة المحلة.. ولم تهتم شركة بتروجيت بمدينة السويس أو مصر المقاصة بمدينة الفيوم.. ولم تبحث أى شركة عن مدينة مصرية تعشق كرة القدم وتحتاج ناديا تحتضنه وتلتف حوله مثلما عاشت مدينة ليفركوزن الألمانية 120 سنة خلف ناديها الذى اقترب الآن كثيرا وجدا من الفوز لأول مرة بالدورى الألمانى.. فبعد 11 سنة كان بايرن ميونخ خلالها بطلا للدورى.
ينفرد باير ليفركوزن الآن بالقمة بفارق 16 نقطة عن بايرن ميونخ.. وإذا فاز باير ليفركوزن غدا على فيردر بريمن فسيصبح رسميا بطلا للدورى الألمانى.. وأمام هذا التفوق بدأ مشجعون لأندية أخرى يعترضون على استثناء باير ليفركوزن من لائحة 50 + 1 التى تمنع فردا أو هيئة واحدة من امتلاك أكثر من نصف النادى.. وبعدما كان مقبولا امتلاك شركة باير لنادٍ لا ينافس أو يفوز أصبح مرفوضا الآن بعد بطولة الدورى.
نقلا عن المصري اليوم