مدحت قلادة
منذ البدء قبل نزول الوصايا العشر كان لدى البشر كود أخلاقي يجمعهم، فأجدادنا الفراعنة العظماء كانوا يؤمنون بالحساب بعد الموت وأن الروح تتعرض بعد الموت لمحاكمة تتناول ما أتاه الميت في دنياه من حسنات وسيئات، فيُجازى المُحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء.
الوصايا العشر سلمت مكتوبة لموسي النبي كانت هي الكود الأخلاقي الذي بها تعامل أجدادنا العظماء واعترف بها الموتى أمام الإله بعد الموت وتضمنت تلك الاعترافات أمام الأرباب الآتي:
&1 &- أعترف أن الإله الواحد هو رب الأرباب وإله الآلهة (في إشارة مباشرة إلى آمون).
2 &- لقد مجدت الإله الذي لا يمكن تمثيله في صورة أو تصويره في حجارة منحوتة.
3 &- أنا لم أجدّف ولم أخطئ في حق الآلهة أو يخرج من فمي قول يغضبه.
4 &- لقد تعبدت للإله في المعبد المقدس كما كان يقول الكهنة.
5 &- أنا لم أتعامل بسوء مع أهلي طوال حياتي كلها.
6 &- أنا لم أقتل إنسان طوال حياتي سواء أكان رجل أو امرأة.
7 &- أنا لم أزن، ولم أضاجع امرأة أخرى غير زوجتي.
8 &- أنا لم أسرق ولم آخذ ما ليس لي ولم أرتكب عنفا.
9 &- أنا لم أكذب ولم أطلق لساني بالباطل على رجل آخر ولم أطلع على دخائل أحد لأسبب له أية أذى.
10 &- أنا لم أعتد على أرض رجل آخر ولم أعتد على أرض محروثة ولم أزد ثروتي إلا بالأشياء التي كانت ملكاً لي لا لغيري...
وبعد نزول الأديان ومن المنطقي أن تسموا أخلاق وسلوك البشر بالكود الأخلاقي ويتحد العالم في تناغم بكود أخلاقي مصدره الواحد الأحد... ولكن هيهات!! لقد استطاع البشر بنزعات سادية ونرجسية تشويه الكود الأخلاقي واستطاع لصوص الاديان السطو على نفوس وعقول الملايين وتسطير كود لا أخلاقي ولا إنساني ليحطم الإنسان نفسه بنفسه!!
فأصبح الذبح والنحر في سبيل الله عملا محموداً!! بل أصبحت السرقة حلال مباح !!طالما كانت السرقة للمخالف وقادت النرجسية الدينية البشر إلى استحلال واغتصاب نساء الآخر وشرفهم تحت بند: (كله في سبيل رفعة الدين)..!!
صاحب ذلك تقنين عمليات اغتصاب وبيع النساء "سبايا" ليشوهوا بذلك الكود الأخلاقي الذي من المفترض أن يسموا بالإنسان بعد نزول الأديان ولكن للأسف تحول الإنسان عن إنسانيته ليفوق أبشع الحيوانات افتراسا.
ومن العجيب أنك اليوم تسمع عبارات يرددها مشوهى الاديان لا تتطابق مع صفات الله المحب، خالق البشر، الذي يرسل المطر للأبرار والأشرار، ويشرق شمسه على الجميع بلا تمييز، فتسمع صوت ينادي (أكرهك في الله!! ولا تودوهم!!) ثم يغتابون إيمان الآخر تحت كلمة كفار... مغتصبين حق الله!! الذى له الحساب وحده.
ومن الغريب مع ضياع الكود الأخلاقي لدى الملايين من البشر ادى ذلك الى ظهور جماعات تتنافس فيما بينها فى السادية والارهاب واعمال الذبح والنحر، ففي الواقع العملي ظهرت جماعة الأخوان المسلمين والتي خرج من عباءتها جميع المنظمات الإرهابية في العالم كالقاعدة التي قتلت عام 2001 ثلاثة الآف من الأبرياء ثم تطورت إلى أن خرج الزرقاوي ثم أبو بكر البغدادي صاحب عمليات الذبح والنحر باسم الدين.
ووسط هذا السواد ووسط من يشوهون الدين تجد هناك العديد من البشر مازالوا يحملون الكود الأخلاقي، ويسموا بدينهم من خلال أفعالهم، ينشرون الحب والود بين البشر.. ليحرقوا بأعمالهم التعصب المقيت ويصفعون كل سادي إرهابي اعتقد أنه متحدث باسم الله.
&أخيراً: إن كان العالم يحتاج إلى فهم العلاقة بين الإنسان وخالقه فمنطقتنا هي الأكثر احتياجا لذلك، قيل أن الأنبياء نزلوا في تلك المنطقة للإصلاح ترى هل أصلحوا أم أن سادية شعوب المنطقة جعلتهم يصنعون أديانهم بأفكارهم؟!!
نقلا عن إيلاف