اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس انبا مقرفيوس (أبى مقروفه) (٧ برمودة) ١٥ ابريل ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم تنيح القديس انبا ماقروفيوس القاوي، في القرن السادس المسيحي أيام الإمبراطور جستنيان. و هو ابن حاكم مدينة قاو، ولما كان الأنبا ساويرس الإنطاكي يجول في أنحاء الصعيد ووصل إلى مدينة قاو، كان مقروفيوس قائمًا بخدمته وصَحِبه في رحلته إلى دير القديس موسى القريب من العرابة المدفونة. و هناك رأى مقروفيوس قداسة الرهبان ونسكهم وتقشفهم فطلب من الأنبا موسى أن يرهبنه، فبين له شظف العيشة الرهبانية وأتعابها ولاسيما وأنه قد تربى في الدلال وأن الذي يرقد على الحرير لا يستطيع العيشة الخشنة.
و لكن لما رأى الأنبا موسى من مقروفيوس ثبات العزم طلب منه أولًا أن يتخلى عن وظيفته التي كان يتولاها بعد أبيه وأن يترك ممتلكاته، فذهب إلى بَلَدِه قاو وعين أخاه مكانه ورجع ولبس ثوب الرهبنة. ولما علم اخوته الثلاثة بولس وإيلياس ويوسف بما عمله أخوهم حضروا إليه وترهبنوا على يد الأنبا موسى.
وقد شيّد الأنبا مقروفيوس جملة أديرة واجتمع عنده حوالي ألف راهبٍ، كما بنى أديرة للراهبات بلغ عددهن ألفًا أيضًا. وقد استخدم أمواله في بناء كثير من الأماكن للضعفاء الذين لم يترهبنوا، وكان يعول آلاف النفوس التي تلجأ إليه،
ثم أرسل إلى الأنبا موسى طالبًا إرسال إخوة ليرهبنوا الذين اجتمعوا عنده فحضروا ورهبنوهم. وأتى إليه قوم مسيحيون من مدينة أسيوط وشطب والبلاد المجاورة وقدموا له هدايا كثيرة وأموالًا جزيلة مساعدة في بناء الكنائس والأديرة فقبلها منهم وباركهم. وتعالى الأنبا مقروفيوس في الفضيلة وتزايد في النسك وتقديم الصدقات للضعفاء والمحتاجين والأرامل والأيتام وكانت صدقاته من ماله الخاص لا من النذور..
وقد وهب الله تبارك اسمه انبا مقروفيوس موهبة الشفاء، فكانوا يحضرون إليه المرضى بكل نوع فيشفيهم بقدرة الله وحسب إيمانهم. سمع به قداسة البابا انبا ثيؤدوسيوس الاول البطريرك الـ٣٣ فكتب إليه يمتدحه ويشجعه على الثبات في الفضيلة والنسك ومحبة الغرباء ثم يستدعيه ليتبارك منه شعب الإسكندرية. ولما حضر إليه فرح به البطريرك ودعا شعب الإسكندرية لنوال البركة منه ثم رسمه قسًا.
و عاد انبا مقروفيوس إلى حيث أديرته فتلقاه أهل أسيوط وشطب وسرجة والبلينا بالتراتيل حتى وصلوا ديره. وقد جرت على يديه جملة معجزات، ولما أكمل جهاده الصالح تنيح بسلام واجتمع حوله عدد غفير من أهل أسيوط وشطب وسرجة وأبي تيج وقاو والمدن المجاورة، وكفنه أخوه الأنبا يوساب الذي عين خلفًا له في تدبير الأديرة.
وقد كان ظهور جسده في اليوم السابع من شهر طوبة بعد نياحته بسبعمائة وثلاث وثلاثين سنه (733) على يد الشماس بولس التلاوي خادم كنيسة ديره في أيام الأنبا يوساب أسقف أخميم والأرخن اسحق كاتب الأمير عز الدين الحموي، فتولى أسقف أخميم إخراج الجسد من مقبرته بالجبل ونزل به إلى كنيسة الدير وهناك دفنوه بالتراتيل والتسابيح...
اطلب من الرب عنا يا ابانا القديس مقروفيوس وجميع أولاده الرهبان ليغفر لنا خطايانا
بركه صلاته تكون معنا كلنا امين....
و لالهنا المجد دائما ابديا امين....