ديفيد ويصا
هل أي شخص "كويس" وبيتبع تعاليم دينه ..
هيخلُص على أساس أعماله والتزامه ..
مهما كانت قناعاته مناقضة للإيمان المسيحي؟
موضوع مُحيّر جدًّا وفيه إجابات كتير حوالينا ..
وناس كتير بتستخدم قصّة كرنيليوس عشان تجاوب بـ "أيوه" ..
أي حد في أي دين وعقيدة، طالما أعماله كويّسة هيخلُص ..
لأن بطرس قال عن كرنيليوس (الأممي) إن: "الله لا يقبل الوجوه ..
بل في كل أمّة الذي يتّقيه ويصنع البر مقبولٌ عنده" (أع٣٤:١٠-٣٥)
مش هحاول اجاوب على السؤال ..
لكن هحاول انقُد الفكرة دي من خلال حاجة مهمّة فهمتها من وقت قليل!
--

فيه مجموعة من الناس بنقرا عنهم في العهد الجديد ..
اسمهم "خائفي الله"، وبالانجليزي "God-fearers" (ممكن تدوّر ورايا عشان تتأكّد)!
ودول أمم، مش يهود، كانوا بيؤمنوا بيهوه إله إسرائيل وبيعبدوه مع اليهود ..
لكن مكانوش بيلتزموا بالحاجات الأساسيّة اللي بتميّز اليهود كجنس مختلف ..
زي الختان تحديدًا، أو بعض الشرائع المُميّزة لليهودي زي حفظ السّبت!
فمثلًا نقرا عن كرنيليوس الأممي انه كان "خائف الله" (أع٢:١٠أ)
ويكمّل عنه انه كان "يُصلّي إلى الله في كل حين" (أع٢:١٠ب)
فده مش بيعبُد آلهة الرومان ولا بيؤمن بعقيدة مناقضة لليهوديّة ..
لكنه كان "خائف الله" وبيصلّي "لله" في كل حين!
وعلى الرغم من ده، كرنيليوس كان محتاج المسيح عشان يخلُص ..
وأول ما سمع بطرس بيتكلّم عن الرب يسوع ان:
"له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أع٤٣:١٠)
آمن وخلُص وكانت علامة ده قُدّام بطرس اليهودي، هي حلول الروح القدس على كرنيليوس!
--

مرة تانية نقرا عن بولس وبرنابا لما راحوا يبشّروا في أنطاكية بيسيديّة ..
وقفوا في مجمع اليهود يوم السبت (واللي كان فيه أمم حاضرين) وقالوا:
"أيها الرجال الأخوة بني جنس إبراهيم، والذين بينكم يتّقون الله" (أع٢٦:١٣)
"الرجال الأخوة" يقصد بيها اليهود ..
و"الذين بينكم يتّقون الله" يقصد بيها الأمم الموجودين في المجمع ..
ولئلا نفتكر ان "الذين بينكم يتّقون الله" يقصد بيها اليهود مش الأمم ..
بيقول الكتاب ان: "وبعدما خرج اليهود من المجمع ..
جعل الأمم يطلبون إليهما أن يُكلّماهم بهذا الكلام في السّبت القادم" (أع٤٢:١٣)
لأن بعض الأمم كانوا بيحضروا مع اليهود في المجمع كل سبت ..
ويؤكد الكلام ده الآية اللي بعدها اللي بتقول:
"ولما انفضّت الجماعة ..
تبع كثيرون من اليهود والدُّخلاء المُتعبّدين بولس وبرنابا" (أع٤٣:١٣)
--

الخلاصة:
كلمة "خائفي الله" أو "اللي بيتّقوا الله" أو "الدُّخلاء المُتعبّدين" ..
كلها مقصود بيها الأمم اللي كانوا بيؤمنوا بيهوه إله إسرائيل وبيعبدوه وبيتّقوه ..
بدون الالتزام بالشرائع اللي بتميّز اليهود كجنس مختلف (زي السبت، الختان، وهكذا) ..
لكن مش مقصود بيها أي حد في أي دين وعقيدة، بيعمل حاجات كويّسة ..
مهما كان إيمانه مناقض للإيمان اليهودي بيهوه كالإله الحقيقي الوحيد!
أيًّا كانت إجابتك على السؤال اللي بدأت بيه، أو صراعك معاه ..
أرجوك متستخدمش آيات في غير معناها عشان تؤيّد فكرتك ..
لكن سيب الكتاب يتكلّم، مش انت اللي تخلّيه يقول كلام مقالوش ..
ولو منعرفش نقول منعرفش بس بلاش نناقض كلمة الله!
John Stott, The Message of Acts, To the ends of the earth. The Bible Speaks Today Series (Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 1990), 165.