ياسر أيوب
فى مباراة الأهلى ودى جى إس بى الكونجولى فى الجزائر، أمس الأول، التى انتهت بفوز الأهلى بميدالية البرونز للسوبر الإفريقى لكرة اليد.. كانت فرح الشاذلى، حارسة مرمى الأهلى، هى اللاعبة الأفضل فى هذه المباراة.. ولم تكن المرة الأولى التى تتألق فيها «فرح» ويصفق الجميع لنجاحها ويشيدون بموهبتها.. لكنها كانت البطولة الأولى التى تشارك فيها «فرح»، والجائزة الأولى التى تفوز بها بعد رحيل والدها الصديق والزميل والكاتب أسامة الشاذلى منذ قرابة أسبوعين.
ولم يكن «أسامة» بالنسبة لـ«فرح» مجرد أب تحبه ويحبها كأى أب وابنة.. إنما كان أول من اقتنع بموهبتها وأكثر من شجعها لتبدأ طريقها وتكبر أحلامها مع كرة اليد.. وبعيدًا عن قاعدة أن معظم الآباء والأمهات يرون بناتهم وأبناءهم فى أى لعبة وملعب هم الأفضل والأكثر موهبة واستحقاقًا للنجاح.. فقد كان «أسامة» يرى ابنته «فرح» حارسة مرمى مميزة بقواعد وحسابات كرة اليد.
وحين كان يقول ذلك لم يكن يصدقه الكثيرون ويرون الأمر انحيازًا طبيعيًا ومشروعًا من أب لابنته.. وظل «أسامة» يتحدى الجميع اقتناعًا بموهبة «فرح» لينتصر بعد طول انتظار حين شارك منتخب ناشئات مصر فى بطولة العالم التى استضافتها بولندا 2018.. وفوجئ الجميع باختيار «فرح» حارسة مرمى منتخب مصر كأفضل حارسة مرمى فى الدور الأول للبطولة.
وعلى الرغم من حرص كثيرين جدًا وقتها على تهنئة «فرح»، وكان النجم الكبير محمد صلاح أول من هنأها وأشاد بها.. إلا أن نظرة الفرح فى عينى «أسامة» كانت أكبر جائزة سعدت بها «فرح» مع امتنانها العميق والجميل للرجل الذى اقتنع بها قبل أى أحد وآمن بموهبتها رغم أى تشكيك أو سخرية.. وحين نجح الراحل العامرى فاروق، نائب رئيس الأهلى، فى سبتمبر الماضى، فى ضم «فرح» للنادى الأهلى من نادى الشمس.
عاد «أسامة» يواصل نفس مساندته لابنته حين شعرت برهبة الانضمام للأهلى واللعب مع بطلات كبيرات.. وظل «أسامة» رغم شواغله يساند «فرح» حتى فازت مع الأهلى ببطولة الدورى لتصبح آخر بطولة لـ«فرح» فى حياة «أسامة» الذى رحل بعد 17 يومًا فقط من فوز «فرح» مع الأهلى بالدورى.. ومن المؤكد أن خسارة أب أو أم تبقى أكبر الجروح التى من الممكن أن يعرف أى إنسان وجعها ومرارتها.
ويبقى الجرح فى القلب والذاكرة لا يندمل أبدًا حتى مع استمرار الحياة وعودتها لطبيعتها بهمومها وأحلامها وابتساماتها أيضًا.. من المؤكد أيضًا أن «أسامة» رغم الغياب سيبقى شريكًا لـ«فرح» فى كل نجاح تحققه وكل بطولة تفوز بها.. ليس فقط لما قدمه لها طيلة مشوارها، وإنما لأن الإنسان أبدًا لا ينسى عذابات فقدان الأب أو الأم.
نقلا عن المصرى اليوم