أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس المجاهد الأنبا ايساك تلميذ الأب الكبير الأنبا أبلوس. زهد هذا القديس العالم منذ صغره. وترهب في برية شيهيت، وتتلمذ للأنبا أبلوس مدة خمس وعشرين سنة، أجهد نفسه فيها جهادا أذاب جسمه بقتل الأهواء النفسية، حتى ملك استقامة العزم، وأتقن فضيلة الصمت والهدوء أثناء الصلوات والقداسات.
وكان من عادته في وقت القداس أنه يظل واقفا مكتوف اليدين حاني الرأس حتى نهاية الصلاة، ثم يعود إلى قلايته ويغلق بابها عليه ولا يقابل أحدا في ذلك اليوم. ولما سألوه: "لم لا تكلم من يريد كلامك وقت الصلاة أو القداس؟ " أجابهم قائلا: "للكلام وقت، وللصلاة وقت "
ولما دنا وقت وفاته اجتمع عنده الآباء الرهبان لينالوا بركته وسألوه: "لماذا كنت تهرب من الناس "؟ فأجابهم " ما كنت أهرب من الناس بل من الشيطان. لأن الإنسان إذا مسك مصباحا متقدا في الهواء ينطفئ. وهكذا نحن إذا ضاء عقلنا من الصلاة والقداس ثم تشاغلنا بالأحاديث فان عقلنا يظلم". ولما أكمل هذا الأب جهاده الصالح تنيح بسلام.
بركه صلاته تكون معنا آمين....
ولربنا المجد دائما أبديا آمين....