نقلا عن جريده ارثوذكس نيوز
التى تصدر فى كاليفورنيا .
الناشر ورئيس التحرير الاستاذ / عزمى حنا .
أعدها : مجدى سعدالله
الكاتب والباحث فى التاريخ القبطى .
بعد أن جاهد البابا أثناسيوس ضد البدعة الآريوسية سنينًا عديدة، وبعده استراحت الكنيسة من هذه البدعة الوخيمة والخطيرة جدًا على الكنيسة، ظهرت عدة بِدَع في نهاية القرن الرابع الميلادي.
وكان ذلك في زمان الإمبراطور المسيحي الأرثوذكسي ثيئودوسيوس الكبير، الذي أصدر مرسومًا إمبراطوري سنة 381 م. يأمر فيه بهدم المعابد الوثنية وتحويلها إلى كنائس.
أما البدع التي ظهرت في ذلك الوقت وهى
1- بدعة أبوليناريوس أسقف اللاذقية.
2- بدعة أوسابيوس مجدد تعاليم سابليوس.
3- بدعة مكدونيوس أسقف القسطنطينية المعزول.
مكان انعقاد المجمع:
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
انعقد المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية التي أقامها قسطنطين مكان بيزنطة وأسس فيها أول حكومة مسيحية في 11/5/330 م.
ثم جعلها أركاديوس عاصمة الإمبراطورية الشرقية سنة 395 م. وقد اختيرت مقرًا للمجمع المسكوني الثاني لموقعها الجغرافي في شهر مايو سنة 381 م. برئاسة القديس ميلاتيوس بطريرك إنطاكية
وكان عدد الذين حضروا هذا المجمع 150 أسقفًا يتقدمهم البابا تيموثاوس بطريرك الإسكندرية مع بعض أساقفته وكيرلس أسقف أورشليم والأسقف نكتاريوس وغريغوريوس النيصي أسقف نيصص والأسقف غريغوريوس الناطق بالإلهيات .والاسقف بلا جيوس أسقف اللاذقية
وقد أمتنع عن الحضور أسقف روما ولكنه خضع لقرارات المجمع وقوانينه، فكان العدد الإجمالي للحاضرين بالمجمع 150 أسقفًا.
مشكلة في رئاسة المجمع:
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
حدث في بداية المجمع عند ترشيح الرئيس
أن البعض رشح القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس وذلك بعد نياحة القديس ملاتيوس الذي رشح قبل بداية المجمع ورقد في الرب قبل جلسات المجمع.
فعارض البابا السكندري وأساقفة مصر على الترشيح فعندما رأى القديس غريغوريوس ذلك قال قولًا شهيرًا.... ( ألقوني في البحر كيونان حتى يهدأ الغَلَيَان... ) وتنازل عن الرئاسة للأسقف نكتاريوس الذي حاز رضى الجميع.
بدعة مكدونيوس:
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
قال مكدونيوس أمام المجمع عندما دُعِيَ لِعَرْض بدعته: "( أن الروح القدس عمل إلهي منتشر في الكون، وليس بأقنوم متميز عن الآب والابن، بل هو مخلوق يشبه الملائكة وليس ذو رتبة أسمى منهم )
وقد فند هذه البدعة من قبل القديس أثناسيوس بعد رجوعه من منفاه سنة 362 م. وأظهر فسادها وحكم بحرمه وحرم بدعته وحاول الأساقفة بعد ذلك إقناع مكدونيوس بخطأه وخطأ عقيدته الفاسدةـ لكنه رفض وأصرَّ على التمسك بمعتقده.
فحكم عليه المجمع بالحرم وفرزه من شركة الكنيسة وحكم عليه الإمبراطور بالنفي وقرر الآباء أن الروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث القدوس وإنه مساو للآب وللابن، ثم قرروا تكميل قانون الإيمان النيقاوي: "نعم نؤمن بالروح القدس الرب المُحيي المُنْبَثِق من الآب"
بدعة أبوليناريوس أسقف اللاذقية:
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وقد أشتهر بمهاجمته للآريوسية وشدة دفاعه عن لاهوت السيد المسيح له والمجد وفيما هو يدافع سقط في بدعة شنيعة إذ
قال بأن( "لاهوت السيد المسيح قد قام مقام الروح الجسدية وتحمل الالام والصلب والموت مع الجسد . كما انه اعتقد ايضا بوجود تفاوت بين الأقانيم فقال : ان الروح القدس عظيم والابن أعظم . أما الاب فهو الأعظم
وقد فند أيضا القديس أثناسيوس هذه البدعه فى مجمع مكانى بالإسكندرية سنه 362م . وأظهر فساد هذه البدعه غير ان أبوليناريوس لم يرجع عن رأيه . وبعد أن ناقشه القديس فى المجمع ولم يرجع عن رأيه وظل على عناده . حكم عليه بالحرم . وجردوه من رتبته.
بدعه أوسابيوس : ➖➖➖➖➖➖➖➖➖
أعتقد أوسابيوس أن الثالوث ذاتا واحدة وأفنوم واحد . وقد حاول البابا تيموثاوس أقتاعه فلم يرجع عن رأيه . فأمر المجمع بتجريده من رتبته . وأظهار فساد بدعته . وقد أصدر المجمع سبعه قوانين أخرى جديدة لسياسة الكنيسة .
3-مجمع أفسس ألاول 431 م
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
أسباب انعقاده:
➖➖➖➖➖➖
بدعة بيلاجيوس:
➖➖➖➖➖➖
كان راهب قس من بريطانيا وكان ينادى بأن "خطية آدم قاصرة عليه دون بقية الجنس البشري" وأن "كل إنسان منذ ولادته يكون كآدم قبل سقوطه". ثم قال أن "الإنسان بقوته الطبيعية يستطيع الوصول إلى أسمى درجات القداسة بدون انتظار إلى مساعدة النعمة"...
وبديهي أن هذه التعاليم الفاسدة تهدِم سِرّ الفداء المجيد ويُضْعِف من دم السيد المسيح.
(مز 51: 5) "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت"
(رو 2: 12) "كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح يحيا الجميع".
وبدأ ينشر بدعته بين البلاد حتى حَكَمَ عليه مجمع أفسس الأول بحرمه هو وبدعته.
بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
1- نادى بأن في المسيح له المجد أقنومين وشخصين وطبيعتين.
2- واستنتج من ذلك أنه لا ينبغي أن نسمي السيدة العذراء بـ"والدة الإله".
3- كما عاب على المجوس لسجودهم للطفل يسوع.
4- استقطع الجزء الأخير من كل من الثلاث تقديسات التي ترتلها الكنيسة في صلواتها، وبحكم منصبه بدأ ينشر بدعته وتعاليمه الفاسدة في كل مكان مستخدمًا في ذلك بعض الكهنة والأساقفة. وعندما سمع البابا كيرلس ببدعته كتب يفندها ويثبت التعليم الصحيح، وأرسل رسائل كثيرة إليه، ولكنه رغم ذلك لم يرجع عن فساد تعاليمه
جلسات المجمع
➖➖➖➖➖➖➖
أرسل البابا كيرلس رسائل كثيرة إلى نسطور ولكنه لم يقبل المناقشة ووقعت هذه الرسائل عليه كوقع المطرقة على السندان بعنف فغضب بشدة وأرسل إلى البابا بخطاب يفيض بالسخط والتوبيخ وقضى رسل البابا شهرًا محاولين مقابلة نسطور أو أن يتحدثوا إليه دون جدوى، إذ رفض مقابلتهم فغادَروا إلى الإسكندرية.
مجمع مكاني
➖➖➖➖➖➖
عقد البابا السكندري مجمع مكاني مع الأساقفة لاتخاذ موقف واضح وصريح لحفظ الإيمان أمام المجمع وصدر منه بالإجماع أمر بالتمسك بدستور الإيمان النيقاوي ووضعوا له مقدمة مأخوذة من الكتاب المقدس "نعظمك يا أم النور الحقيقى
وأرسل البابا رسائل إلى زوجة الإمبراطور وبليكاريا وأركاريا ومارينا أخوات الإمبراطور يشرح لهم حقائق الإيمان وبذلك لكي لا يؤثر نسطور على الإمبراطور ثيئودسيوس الصغير صديقه
وأرسل رسائل أخرى إلى يوحنا أسقف إنطاكية وبونيياس أسقف أورشليم وأكاكيوس أسقف حلب وكتب البابا الحرمان وأرسلها أباء المجمع السكندري إلى نسطور يطالبونه بان يرجع إلى الإيمان المستقيم ويوقع على الحروم.
كما أرسل البابا إلى كهنة ورهبان القسطنطينية خطابين. والحروم الاثنا عشر تُبَرْهِن على عُمْق العقيدة الأرثوذكسية وإيمان الكنيسة القبطية. ورَفَضَ نسطور التوقيع على الحروم بل وكتب ضدها بنود تؤيد بدعته، وساعده على ذلك بعض أساقفة إنطاكية.
وبدأ الانقسام بين الكنيسة الواحدة "رومية أورشليم وأسيا الصغرى إلى جانب البابا الإسكندري وإنطاكية إلى جانب نسطور ومما زاد الموقف تعقيدًا استثارة نسطور للإمبراطور ضد البابا لكتابه خطابات لأخواته وزوجته دون إذنه فأرسل الملك للبابا خطابًا شديد اللهجة ودعى الأساقفة لعقد مجمع مسكوني وكان ذلك في 19 نوفمبر سنة 430
( إلى اللقاء فى الحلقه المقبله )
أعدها : مجدى سعدالله
الكاتب والباحث فى التاريخ القبطى .