ياسر أيوب

فى أحد أفقر أحياء جيتيجا عاصمة بوروندى التى هى أيضا واحد من أكثر بلدان العالم فقرا وأقلها نموا وتنمية.. ولدت أورنيلا هافياريمانا وعاشت سنواتها الأولى حتى شاهدت بالمصادفة إحدى مباريات الملاكمة.. وقفت فى الشارع أمام واجهة محل يبيع التليفزيونات وعلى الشاشات كانت المباراة.. كانت أورنيلا تشاهد الملاكمة لأول مرة فى حياتها وظلت واقفة فى مكانها لا لتستمتع بالفرجة على لعبة لا تعرف عنها شيئا ولا تفهم حتى قواعدها.

 

ولم يقتنع أى أحد بما كانت تقوله أورنيلا عن دوافعها لممارسة الملاكمة.. وظلت أورنيلا وحدها بعيدة عن أبيها وأمها وبيتها وصديقاتها، لكنها كانت واثقة من يوم سيأتى يتغير فيه كل شىء.. وبالفعل جاء اليوم الذى أصبحت فيه أورنيلا أول بطلة للملاكمة فى بوروندى التى أرسلتها لتمثيل بلدها فى دورة طوكيو الأوليمبية الماضية.. وحين بدأت أورنيلا الاستعداد للمشاركة فى دورة باريس المقبلة.. كان الكل حولها.

 

 

والدها وأهلها وجيرانها وصديقاتها.. وربما كان ذلك أهم وأجمل من أى ميدالية أو بطولة ملاكمة تفوز بها أورنيلا.. والتفتت لها أيضا اللجنة الأوليمبية الدولية واختارتها ضمن قائمة لاعبات ولاعبين أفارقة تحدوا ظروفهم وواقعهم وانتصروا وتم تقديم كل حكاية فى حلقة مستقلة.. وكانت الحكاية السادسة هى الخاصة بأورنيلا ومشوارها الذى أقنع بوروندى كلها فى النهاية بحق الفتيات فى ممارسة الملاكمة.. وتم ترشيح هذه الحلقة تحديدا للفوز بإحدى جوائز إيمى الرياضية فى الحفل الكبير الذى سيقام فى مايو المقبل فى نيويورك.. وهى جوائز بدأ تقديمها منذ 1950 ومخصصة لمختلف الأعمال الفنية الرياضية والبرامج والتغطية التليفزيونية الرياضية بكافة أشكالها.

نقلا عن المصرى اليوم