د. أمير فهمى زخارى

يسمى هذا الأحد بـ"أحد التناصير" لأن الكنيسة الأولى اعتادت لأن تمنح جماعة الموعوظين الراغبين في الدخول للمسيحية "سر المعمودية" قبل عيد القيامة الذى سيحل بعد أسبوعين من هذا اليوم.   
 
واختارت الكنيسة لهذا اليوم فصل من إنجيل يوحنا البشير وهو الإصحاح التاسع ويقرأ بأكمله، وهو يروى معجزة شفاء السيد المسيح للمولود أعمى والسبب في اختيار هذا الفصل انه يصف حالة المعتمد قبل نوال سر المعمودية وبعدها.   
 
فحسب الإيمان المسيحى فإن من يتقدم للمعمودية يعتبر مولودا أعمى بالخطية الأصلية وبنعمة المسيح يغتسل في جرن المعمودية (الذي يشير إلى بركة سلوام) فيخرج منها وقد تطهر من خطاياه وانفتحت عيون قلبه ونال بصيره روحية يعاين بها أمجاد الحياة مع المسيح على الأرض وأمجاد الملكوت بعد أن يكمل أيامه على الأرض.
 
 نيجى بقه ايه معنى المولود أعمى من بطن أمه...
ده عيب خلقى اللى كان عند « المولود أعمى » . 
العيب ده ان البيبي بيتولد من غير كرة العين اصلا the eye  orbit ، وممكن تكون لعين واحدة او للاتنين unilateral or bilateral .
 والسبب الاعظم للمرض ده هو عيب جينى genetic disorder ، وممكن كمان يحصل بسبب عدوى فيروسية للام وقت الحمل خاصة في الشهور الاولى rubella and toxoplasmosis ، او تعرض الام للاشعاعات في فترة الحمل .
 
و ممكن يتم تشخيص العيب الخلقى ده بالاشعة 4D او اشعة الفحص التشريحى للجنين fetal anomaly scan ودى اللى بيطلبها الدكتور عند الاسبوع ال 22 - 24 .
 
 للاسف مالهاش علاج لحد دلوقتى ، علاجها تجميلي بتركيب كرة عين صناعية مكان العين المفقودة .  ...  
تخيلوا ان حالة زى دى بصعوبة ( باستحالة ) علاجها دى ، ربنا يسوع المسيح عالجها من 2000 سنة ، خلق عينين من جديد .  
تخيل كم الفرحة والانبهار اللى حصلت للراجل ده لحظة ما غسل وشه ، ولقى عنده عينتين بيشوف بيهم . هو فيه حد ممكن يتخيل الفرحة دى !!!! 
يسوع المسيح هو إله المستحيلات . 
 
غير المستطاع عند الناس (و الدكاترة والجراحين والعلم والعلماء) مستطاع عند الله ، وهو نفسه اللى قال « اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يفتح لكم ».
لقد استخدم السيد المسيح له المجد التراب في خلقة العينين التى لم تكن موجوده أصلا.. ليؤكد أنه الخالق المخلص، أما طلبته من الأعمى أن يغتسل في بركة سلوام ليؤكد الحاجة إلى مياه المعمودية لننعم باستنارة الروح القدس خلال الميلاد الجديد.   
 
شفاء المولود أعمى يعلن عن شخص السيد المسيح أنه جاء يفتح البصيرة الداخلية، لكي يتعرف المؤمنون على أسرار الله. 
 
وفي نفس الوقت يفضح عمى القيادات المرائية المتعجرفة التي لم تستطع أن تكتشف عماها الروحي وخطاياها!   
 
هذه رساله أقدمها اليوم الى العميان برغم وجود أعينهم.. تعليقا على الأحداث التى نمر بها هذه الأيام... 
 
واختتم مقالى بالآيه: فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ»." (يو 9: 39).
"لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون". 
 
يارب نفهم مغزى المقال...تحياتى