مدحت قلادة
" الحمد لله على نعمة الاسلام " أول كلمة نطق بها زميل عمل سنغالي كنت قد قابلته هنا في سويسرا وكان فى إعتقاده أنه طالما إننى مصري فمن الطبيعي أن أكون مسلماً ! ولكننى عندما أخبرته بأنني مسيحي تعجب متسائلا هل مصر بها ديانات أخرى غير الإسلام ؟ أجبته بنعم وإستطردت لأشرح له بصوت مسموع ليسمع الجميع أيضاً بأن مصر بها 25 مليون مسيحي و حوالي 6 مليون تارك للإسلام و بها بهائيين و شيعة أيضا.
*فعند* دخول الإسلام لمصر كان أمام الأقباط ثلاثة إختيارات.
*الأسلمة* أو *دفع الجزية* وهى أموال تدفع مقابل الإحتفاظ بإيمانهم او *قطع الرقاب* .
ثم استطردت و أوضحت بأنه كان لدينا لغة قبطية قريبة لليونانية ولكن تم تحريمها بشدة ومجازاة كل من يتحدث بها في عهد المعز لدين الله الفاطمي .
*وفى أثناء* عودتي من العمل تذكرت ذلك الحوار الذى تم وإنتابتني حالة من الضحك علي زميلي السنغالي الذي لا يعرف من الإسلام سوي أنه نطق الشهادتين و يصرح مثل الملايين بدون وعي ولا فهم الحمد لله علي نعمة الاسلام!
*وفجأة* وجدت نفسي أرشم علامة الصليب و أتحدث بصوت عالي *الحمد لله علي نعمة المسيحية* ، و أخذت اتأمل إيماني المسيحي و أعمال السيد المسيح فشكرت الله أكثر وأكثر علي نعمة المسيحية للأسباب التى سأسردها في سطور :
*أولا* : المسيحية ليست ديانة الفروض انما ديانة الحرية فالمسيحي يحمل الله داخل قلبه ليعيش به ومعه طوال يومه .
*ثانيا* : المسيحية لن تجد بها من يذبح وينحر الاخر بسبب وعقيدته فالمسيحية لا تحلل الاغتصاب تحت اي مسمى .
*ثالثا* : المسيحية ليست ديانة المظاهر الخارجية بل إهتمامها بالإنسان الداخلي فتسمو بجوهر الإنسان الذي ينعكس علي أعماله .
*رابعا* : المسيحية كلما تعمق فيها الإنسان نجد إنها تنعكس رأسياًبعلاقة قويةمع الله وأفقيا في علاقة حب من المسيحي لكل أجناس البشر .
*خامساً* : ليست ديانة ذكورية " لم تهتم بذكورية المؤمن واحتياجات الذكورية " بل ديانة القلب الطاهر والمساواة .
*سادساً* : المسيحية ديانة الطهارة والعفة لم تحول السماء الي وكر دعارة إنما تحول نفوس المومنين بها إلي ملائكة في السماء .
*سابعاً* : المسيحية تسمو ولا يسمو عليها فكل من آمن بالمسيحية مهما عظم شأنه لن يفيد المسيحية بشيء إنما هو الذي ربح أبديته .
*ثامناً* : المسيحية ليست دين عنف بل سلام ومحبة وما يطلق عليه في الشرق من حروب صليبية هي كانت دفاعية ضد مئات الغزوات الإسلامية .
*تاسعاً* : إله المسيحية هو الحب الباذل الذي ترك لأبناءه الوصية الرائعة " سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم. باركوا لاعنيكم.
أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (متى 43:5).
*عاشراً* : المسيحية ديانة طهارة القلب الداخلية التي تجعل العين نيرة "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمًا."(لو 11: 34).
*إحدي عشر* : المسيحية ديانة العمل الذي يعكس قيمة و نوع الإيمان " "لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي." (يع 2: 18).
*اثني عشر* : المسيحية ديانة المحبة لكل البشر مهما تنوعت أديانهم و ألوانهم و عقيدتهم " سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك وإن سلمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل ( متى 5: 43-48)
*أخيراً* أتمسك بالمسيحية وأرفع صوتي داخلياً *شكراً لله علي نعمة المسيحية* من كل قلبي بالأكثر حينما اتأمل رسالة وأعمال السيد المسيح له كل مجد وكرامة : المسيح عاش بتولا لرسالة الفداء السيد المسيح لم يقتل احد انما فادى البشرية ، المسيح لم يغتصب بعد أعمال قتل انما احب وبذل و وضع ذاته حتي الموت ، المسيح لم يسرق احد انما أعطي العالم ذاته ، المسيح لم يتزوج ولم يزني ولم يحلل لنفسه ما أباحه للآخرين ، المسيح لم يحرم التبني بسبب شهوه جنسية انما تبني الكل " "لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي." (يو 15: 15) ، المسيح لم يفعل ما يشين من أعمال انتقام و سب و قتل وذبح بل كان يحول يصنع خيرا ، المسيح ارسل تلاميذك ليبشروا للعالم بدون سيف او حروب ، المسيح لم يسب أو يلعن صالبيه انما حتى في أصعب اللحظات وهو علي الصليب طلب لهم الغفران ، المسيح لم يعش شهواني يمارس غرائز البشر الحيوانيّة انما كانت له شهوه واحدة خلاص كل البشرية ، المسيح جال في كل قريه يشفي و يغفر و يداوي ….
لذلك حينما أفكر في أعمال السيد المسيح اصرخ بكل كياني أشكرك الهي الحنون علي نعمة إيماني برب الكون السيد المسيح له كل مجد فأعماله تؤكد علي سمو تعاليمة عظم حبه طهارة سيرته
فلذلك *شكرا علي نعمة المسيحية*