القمص أثناسيوس فهمي جورج
خدمة الشمامسة هي عبادة مع الملائكة- وهي خوروس χορος ترتيل حلو بكلمات لاينطق بها وبنغم روحاني سماوي ، سبق ووضعه آباء الكنيسة منذ قرون ليكون تسبيح بالروح والخشوع والذهن - فيه نرفع قلوبنا نحو من يسمع الصلاة وياتي اليه كل بشر .
صلاتنا ناحية السما الي اعلي ، وهي لله وليست للناس ، نقدمها بانسجام وهارموني αρμονιος وتألف ، في سمفونيا لن تكون ابدا بالعزف المنفرد الذاتي ، بل بعبادة جماعية تشترك في الاعتراف بالجميل لله ، وبالمجاوبة αντιφωνον ( الانتيفونا ) صوت مقابل صوت بالتبادل ، من غير نشار ولا كبرياء ولا استعراض ، حتي لاتنتج عبادة προσκυνησις مرفوضة أو مغشوشة لدي العارف قلب كل أحد .
صلى في خفاء قلبك ورتل في ذهنك لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان ، وتابع بكل الحرص سواعي وكتب طقس العبادة ، فربما لايأتي علينا امثال هذه الأيام ثانية ، ونحن في زمن اختطاف. لان خدمة التسبيح والعبادة ليست تتميما لطقوس وتلاوات لقراءات وادوار وحركات لكنها العقيدة الانجيلية التي نعيشها ونتلذذ بفهمها ، ولا ننسي ان هذا الاسبوع اسبوع رعوي بامتياز فكونوا حريصين علي ان تكونوا قدوة في احترام المقادس وايقونة لخدامها صفوف غير المتجسدين في البشر . عبادة بغير رياء ولا كبرياء ولا ذاتية ولا شكلية كسراق اللاهوت الذين يسرقون مجد الله ويضعوا انفسهم مركز الحدث .
مسيحنا هو مركز العبادة الليتورجية ومحورها وليس أحد غيره يستمع الهمسات والانين والطلبات ، لذلك احرص أن تتهامس معه بلجاجة ، و أن تتخذ من هذه الأيام فرصة للتوبة والتغيير ، لأنها زمن Πάσχα بصخة عبور وفصح الخلاص . لنقدم فيها ذبائح θυσία حية وعبادة مرضية بفهم و من غير عجب ولا فضولية أو روتينية . كذلك لابد أن نتسابق لنقدم بعضنا بعضا بالمحبة والأدب الروحي ، لان الذي نتكلم معه ونقدم له العبادة قد سبق وانحني وغسل ارجل الجميع ونشفها بالمنشفة حتي نفعل نحن هكذا بعضنا بعضا بالاقتداء μιμησις ... ملتزمين بضبط إيقاع الخدمة وتوقيتها حسب التدابير الرعوية . طقسنا ταξις الليتورجي القبطي موضوع ليكون مبدعا قنوعا مرتبا ومهيبا ، فلا ننشغل عن فهم مقاصده ولا نتحرك عبثا من اماكننا ( موضع خدمتنا ) διακονικον الا فقط فيما اقتضي حسب الضرورة . لان حديثنا وانشغالنا كله ينبغي أن يكون الي فوق !! عالمين أن اي محادثات أو ارتباك إنما يشوش مناخ العبادة وقدسيتها .
فلا تكن انت مسببا لاي طياشة او تشويش ! . بل ابقي في سكون مشاركا التسبيح في القلب وليس فقط في الميكروفونات !! مرتلا مع اخوتك باشتياق وانجماع للحواس وصراخ نحو لله ، حينئذ تتذوق نعمة التمجيد δοξολογία والمناجاة والحضرة التي تنقذ من فخاخ السقوط والموت . ليت تسبيح ألسنتنا يعزف لحن اللاهوت باوتار قيثارة التقوي والتعظيم والفهم واللهج " ترنيمة جديدة " مرضية كصوت جمع كثير تتردد اصداؤها لمجد الروح ، تسبيح حلو كالعسل في الحناجر يشق عنان السموات ويحطم اوثان القلوب ، يصيرنا "بالمسيح " زينة العالم κόσμου κόσμος . مدركين بوعي !! مع من نحن نتكلم ؟! ولحساب من نخدم !!! والا فلا اظن اننا ننال شيئا من عند الله ( يع ١:٧ ) بل وتبقي أعمالنا نحاسا يطن و صنجا يرن ( ١كو ١٣ : ١ ) .
المسيح مخلصنا جاء وتالم عنا لكي بالالامه يخلصنا ، فلمنجده ونرفع اسمه لأنه صنع معنا رحمه كعظيم رحمته . له المجد مع ابيه الصالح والروح القدس في كنيسته الي الدهور كلها .