البابا فرنسيس يلتقي أعضاء حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية
محرر الاقباط متحدون
البابا فرنسيس .. التقى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في ساحة القديس بطرس أعضاء حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية، وتمحور اللقاء حول عنوان "بأذرع مفتوحة".
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة إلى أعضاء حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية استهلها مرحّبًا بجميع الحاضرين وقال إنه رأى نظرات مفعمة بالفرح والرجاء، وشكرهم على هذا العناق الجميل الذي يريد أن يمتد إلى البشرية كلها، لاسيما مَن يعانون. وإذ سلط الضوء على العنوان الذي اختاروه لهذا اللقاء "بأذرع مفتوحة"، تابع الأب الأقدس كلمته مشيرا إلى أن العناق هو من بين التعابير الأكثر عفوية للخبرة الإنسانية. فحياة الإنسان تبدأ بعناقٍ هو عناق الوالدين، أول علامة استقبال، وتليها علامات أخرى كثيرة تعطي معنى وقيمة للأيام والسنين. وهي محاطة قبل كل شيء بعناق الله الذي يحبّنا أولا ولا يتوقف أبدا عن معانقتنا لاسيما حين نعود بعد أن ضللنا، كما يُظهر لنا مثل الآب الرحيم (راجع لوقا ١٥، ١ – ٣. ١١ – ٣٢). وتوقف من ثم في كلمته عند ثلاثة أنواع من العناق: العناق الغائب، العناق الذي يخلّص والعناق الذي يغيّر الحياة.
وسلط البابا فرنسيس الضوء أولا على العناق الغائب. وأشار في كلمته إلى أن الحروب غالبا ما تنتج عن عناق غائب أو مرفوض، وما يتبع ذلك إلى حد رؤية الآخر عدوًا. ونرى ذلك للأسف أمام أعيننا في هذه الأيام في أنحاء عديدة في العالم! ولكن من خلال حضوركم وعملكم، قال الأب الأقدس في كلمته إلى أعضاء حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية، تستطيعون أن تشهدوا أن درب العناق هي درب الحياة. وتابع الأب الأقدس كلمته متحدثا عن العناق الذي يخلّص، وأشار إلى أن العناق يعبّر من الناحية الإنسانية عن قيم إيجابية وأساسية كالمحبة والتقدير والثقة والتشجيع والمصالحة، ويصبح أكثر حيوية عندما يُعاش في بُعد الإيمان. ففي مركز حياتنا هناك العناق الرحيم لله الذي يخلّص. وقال البابا فرنسيس: لا نهملنَّ أبدا عناق الآب الذي يخلّص. لندع الله يعانقنا كأطفال (راجع متى ١٨، ٢ -٣؛ مرقس ١٠، ١٣ – ١٦). لندع الله يعانقنا، فنتعلم هكذا أن نعانق الآخرين. وتوقف البابا فرنسيس من ثم عند العناق الذي يغيّر الحياة وقال: يستطيع العناق أن يغيّر الحياة ويُظهر دروبًا جديدة، دروب رجاء. وأشار إلى أن كثيرين هم القديسون الذين شكل العناق في حياتهم نقطة تحوّل مثل القديس فرنسيس الأسيزي الذي ترك كل شيء ليتبع الرب بعد أن عانق شخصًا مصابًا بالبرص.
وتابع الأب الأقدس كلمته إلى أعضاء حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية مشيرا إلى أن القاسم المشترك في حياتهم هو عناق المحبة (راجع قولس ٣، ١٤؛ روما ١٣، ١٠)، العلامة الأساسية التي تميّز تلاميذ المسيح. وشدد بالتالي على أن تطبع المحبة كل جهودهم وخدمتهم، وسلط الضوء على معانقة ومساعدة كل أخ محتاج بأذرع رحيمة شفوقة، وأشار إلى أن "ثقافة العناق" من خلال مسيراتهم الشخصية والجماعية، ستنمو هكذا في الكنيسة وفي المجتمع.
إن رؤيتكم هنا معًا - الفتيان، العائلات، الرجال والنساء، الطلاب، العمال والشباب - قال البابا فرنسيس في كلمته، تجعلني أفكّر في السينودس، وشدد في هذا الصدد على أهمية السينودسية وأشار إلى أن هناك حاجة إلى "حجاج رجاء"، رجال ونساء يتمكّنون من الحوار والسير معا، كما يشير إلى ذلك شعار اليوبيل الذي سيتم الاحتفال به.
وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته إلى أعضاء حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية شاكرا إياهم على ما يقومون به، سائلاً مريم العذراء أن ترافقهم دائما. وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.