Oliver كتبها
سفر طوبيا ليس من الأسفار المشهورة لكنه أحد أسفار الكتاب المقدس القانونى.تقرأه الكنيسة في أسبوع شفاء المولود أعمى فى الصوم الكبير لأنه يتضمن تبسيطاً لمعانى الإستنارة.
قصة السفر عن أب إسمه طوبيت و إبنه إسمه طوبيا.تتشابه قصة الأب طوبيت مع أيوب النبي في تجاربه و فضائله.و قد أصيب الأب بالعمى في شيخوخته و كان له دينا على أحد الناس أراد لإبنه طوبيا أن يحصله منه ليكون له ميراث.و بارك إبنه ليذهب إلى ذاك اللشخص ابلا عنوان لا يعرف حتى إن كان المدين ما زال حياً.لكن الإبن أطاع و خرج.و بمجرد خروجه وجد رجلا يعرض عليه أن يذهب معه و طمأنه بأنه سيجد هذا المدين و سيأخذ منه الدين و سيعيده سالماً. هذا الرجل كان سر الإستنارة فى كل الأحداث.و.حدثت فى الطريق أحداثا مثيرة إنتهت بكل خير ببركة الرجل الذى كشف عن شخصيته الحقيقية فى النهاية أنه رئيس الملائكة الجليل روفائيل.
كان الملاك مشغولا بأمور قليلة.شفاء طوبيت الأب.عودة الإبن سالماً.إعلان مجد الله في نهاية الأحداث.رغم أن الأحداث في السفر كثيرة لكن الإستنارة أن نركز فيما له قيمة في حياتنا .لأن الإنشغال بأمور كثيرة يشتت العقل و القلب معاً.إن الملائكة رغم عظمة خدمتهم يعيشون بروح بسيطة بغيرتشتت.
لذلك نلاحظ أن السيد المسيح لم يتكلم مع المولود أعمى كثيرا إلا لما أخرجوه من الهيكل.وقف وحده حائراً بعيدا عن الناس فوجده يسوع و أعلن له ذاته فإستنار قلبه كما إستنارت عيناه .يو9: 35.
لم يعلن الملاك عن نفسه إلا بعدما إنتهت كل المشاكل التى شغلت كل أسرة طوبيت.بعدها أعلن لهم (فى الإصحاح12)عن سر أمور كثيرة تجري في حياتنا.هكذا تحدث الإستنارة.فى التفرغ لله.
بدأ رئيس الملائكة كلامه بمباركة الله.لأن التسبيح و البركة وظيفة الملائكة الأساسية.الإرسالية المؤقتة للبشر لا تتعارض مع عملهم السمائى .إنقاذ أسرة طوبيت لم تشغله عن التسبيح.هذا ما نصلى أن يكون لنا.ألا تشغلنا أحداث الحياة عن أهم ما فى الحياة و هى أبديتنا والصلاة و التسبيح لله كل الوقت.
ثم أكد رئيس الملائكة لنا ما يقوله الرب عن الصلاة و الصوم و الصدقة كأساس للعشرة الإلهية.
ثم تحققت الإستنارة فعرفوا 1- لماذا كانت التجربة لطوبيت و هى إستنارة نحتاجها جميعا.هذه المعرفة تريحنا من القلق.تجعلنا نتقبل التجارب بسلام قلب.2-كيف تشفع الملائكة فى البشر 3-كيف أن الملائكة مرسلة من الله لإنقاذ البشر من الشياطين.4- الملائكة لا تأكل أو تشرب.ثم إرتفع عنهم الملاك.
ثمار الإستنارة دسمة و عميقة.
1- حدثت حالة دهش و إختطاف للعقل فظل الجميع ساجدا ثلاثة ساعات متواصلة.لا كلل أو ملل.لا تشتت و لا أفكار طاردة لهذا التركيز العميق في العبادة.2
-إنفتاح القلب و اللسان فنطق طوبيا (طوبيت)الأب مزمورتسبيح خاصا به.فيه خلاصة محبته لله و محبته لمدينة الله و هيكل الله.و حلاوة العشرة مع الله.بالإستنارة تنكشف صنائع القدير3-حل روح النبوة على طوبيا فرأى ما سيكون فيما بعد بشأن شعب إسرائيل و دمار نينوى.بالإستنارة نرى ما بعد الزمن.طوبيا 13و14.
- لننتبه دوماَ للدرس الإلهى فى كل أسفار الكتاب تاركين الجدل .ننشغل بما يبنينا و يغذى أرواحنا.