محرر الاقباط متحدون
الفاتيكان .. تلتقي أعداد كبيرة من كهنة الرعايا في العالم في ساكروفانو بالقرب من روما في لقاء دولي بعنوان "كهنة الرعايا من أجل السينودس".
يُعقد في ساكروفانو بالقرب من روما من ٢٩ أبريل وحتى ٢ مايو لقاء دولي للكهنة بعنوان "كهنة الرعايا من أجل السينودس" وذلك في مبادرة للأمانة العامة للسينودس والدوائر الفاتيكانية للإكليروس والكنائس الشرقية والبشارة.
وفي تحيته إلى المشاركين في هذا اللقاء الهام تحدث الأمين العام للسينودس الكاردينال ماريو غريك عن أن كلا من المشاركين له قصته التي يحملها إلى هذا اللقاء، قصة تشمل أيضا أبناء الرعية. وتتنوع قصص الكهنة بالتالي انطلاقا من المكان الذي توجد فيه الرعية وتاريخها وشعبها، إلا أن هذه القصص الكثيرة ورغم اختلافها تشترك في كونها خبرات معاناة وفرح، يأس ورجاء، تضحية وأجر، وتسليم الذات للعناية الإلهية، ما يعني عمل العناية الإلهية من خلالنا ووسطنا نحن البشر المعرضين للخطأ. فالله لا يزال يكتب التاريخ، قال الكاردينال غريك، فعنايته لا تزال تعمل اليوم في رعايانا وأبرشياتنا والمجتمع.
توقف الأمين العامن للسينودس بعد ذلك عند السينودسية مشددا على ضرورة تذكُّر أن السينودسية تعود في معناها الأصيل إلى الله، فهي لا تعني مجرد السير معا بل أن نسير مع الله، بل ومن الأفضل أن نقل أن يسير الله معنا. السينودسية بالتالي هي أمر يتعلق بالله قبل أن يكون متعلقا بالكنيسة، قال الكاردينال غريك وشدد مجددا على أن يسوع المسيح يسير معنا. وتابع أن قصصنا هي قصص بشرية لكنها قصص يوجد فيها المسيح، قصص تصف طرقنا التي يلتصق بها يسوع، هي بالتالي قصص الله أيضا. وقال الأمين العام لكهنة الرعايا أن ما جاء في الوثيقة التحضيرية للجمعية العامة للأساقفة التي عُقدت في أيلول سبتمبر ٢٠٢١ ينطبق عليهم، وذلك في إشارة إلى حديث الوثيقة المذكورة عن أن البشارة لا يمكن أن تُفهم بدون الانفتاح على أكبر جمع ممكن حيث تحدثنا الأناجيل عن أن يسوع كان يتكلم إلى الجموع. على كاهن الرعية بالتالي أن يكون مثل يسوع منفتحا إزاء الجميع وأن يفهم الجميع.
أما الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك عميد الدائرة الفاتيكانية للإكليروس فتمحورت مداخلته حول كيف يمكن للكنيسة المحلية أن تكون سينودسية في رسالة. وأكد في البداية أهمية الإصغاء الذي هو أسلوب السينودس، وذكَّر في هذا السياق بالمؤتمر الدولي حول التنشئة المستمرة للكهنة الذي عُقد في الفاتيكان في شهر شباط فبراير والذي تم العمل فيه من خلال مجموعات صغيرة. وتابع متحدثا عما وصفها بثمار مفاجئة لذلك اللقاء حيث تشكلت في المقام الأول أخوّة تَعزز خلالها يوما بعد اليوم فرح الجميع لكونهم كهنة. أشار أيضا إلى ما تم اكتسابه من ثراء من خارج مجموعات العمل المذكورة وذلك بفضل استقبال الجميع ومنحهم صوتا والإصغاء إليهم. وقد شعرنا، واصل عميد الحائرة، بأننا قد عشنا خبرة ساعدت كلا منا على إدراك ما يمكنه القيام به في وسطه، في جماعته.
عاد الكاردينال لازاروس يوه هيونغ سيك بعد ذلك إلى المجمع الفاتيكاني الثاني مشيرا إلى ما منح الكنيسة من إكلسيولوجية شركة بأبعادها الثلاثة: السر، الشركة والرسالة. وأضاف عميد دائرة الإكليروس أن هناك الكثير مما لا يزال علينا اكتشافه في هذه الطريقة الأساسية لفهم كوننا كنيسة. وتابع أن كل شيء يبدأ من علاقتنا بيسوع، فبوجود هذه العلاقة يمكننا العثور على الطريق لبناء شركة حية مع أخوتنا وأخواتنا، وأضاف أن الكنيسة في حال كانت حية فستصبح تلقائيا إرسالية.
وواصل الكاردينال أننا نكتشف خلال السنوات الأخيرة أن هناك عاملا هاما من أجل أن تعطي هذه الرؤية ثمارها، الا وهو المشاركة. وذكَّر في هذا السياق بحديث البابا فرنسيس خلال افتتاح المسيرة السينودسية في ٩ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١ حين قال قداسته إن الشركة والرسالة قد يظلان كلمتين مجردتين إن لم نُنمِ فعلا كنسيا يعبِّر عن ملموسية السينودسية في كل خطوة من السير ومن العمل، وذلك من خلال تشجيع مشاركة حقيقية للجميع ولكل فرد. هذا هو الاكتشاف الذي بدأنا تطبيقه، قال عميد الدائرة، الأسلوب السينودسي الذي يشرك جميع المعمَّدين، وأضاف أن هذا لا ينزع شيئا عن الخدمة التي نحن مدعوون إلى القيام بها كرعاة بل يشكل إضافة وتحسينا. وأعرب الكاردينال في الختام عن قناعته بأن هذه هي الموهبة الكبيرة التي وضعها الروح القدس بين أيدينا في زمننا هذا.