Oliver كتبها
كل ما صنعه الرب يسوع صائر من أجل شركتنا معه فى الأبدية. شركة ملكوت الآب جوهر الخلاص و أصل التعليم و نهاية كل مسارات حياتنا.لذلك كم مرة دمج الرب يسوع ملكوت السموات فى تعليمه و فداءه و ربط الفضائل به ثم جعل الأسرار الكنسية التي أسسها مرتبطة بهدفها الحقيقى أى ملكوت الله.
علمنا المسيح أنه بدون المعمودية لا يقدر أحد أن يدخل ملكوت الله يو3: 5.المعمودية في الأرض بالماء و الروح تؤهلنا للغسل بدم المسيح .فلا تناول لمن لم يسكنه الروح القدس.هذا الغسل بدم المسيح يستمر عمله حتى فى ملكوت الآب .لأنه لا تأهيل للملكوت إلا بدم المسيح.رؤ7: 14
أسس رب المجد الإفخاريستيا و أرادنا أن نفهم عمق السرالروحى فبشرنا بفمه الطاهر أنه (سيشرب هذه الكأس معنا جديداً فى ملكوت أبيه).هذا الجديد الذى سنشربه فى الأبدية مع المسيح هو الإفخاريستيا الجديدة.أفخاريستيا بدون خبز أو خمر.هى ثبات فى الله بغير وسائط.إتحاد مع االله فى شركة الطبيعة الإلهية بغيرمظاهر مادية . لأن ملكوت الآب ملكوت روحى خالص ليس فيه أكل أو شرب كما كنا نفعل على الأرض.المسيح على الأرض كان مختفيا في فى الخبز و الخمر و كنا نتناوله بالجسد و الروح لكن الجديد أن المسيح ( الخروف المذبوح ) سيكون في وسطنا.ليس كما كنا نتناوله على الأرض.رؤ5: 6
الإفخاريستيا الجديدة ليس شركة أخرى غير التى ننالها لكنها نفس الشركة التى نأخذها من جسد و دم ربنا يسوع المسيج.إنما هى خالية من الماديات .ظاهرة فى الأمجاد متفقة مع طبيعة الإنسان السمائى.
بنفس المعني نفهم ما قيل عن المن مز78: 25.أكل الإنسان (خبز الملائكة).أي ببساطة أن الملائكة تعيش كل الثمار التى نقتنيها من شركة و دم المسيح لكن بطريقة سمائية تلائم طبيعتهم.ما نأخذه فى السر من ثبات و إتحاد و نقاوة و فرح تأخذه الملائكة .أسس الرب يسوع هذا السر ليمنحنا عطايا خاصة بالسمائيين,إن التناول يضعنا قدام الآب على صورة إبنه و هى صورة أعظم من صورة الملائكة.
سر الشركة هو إنفتاح مصاريع السماء قدام الأرضيين. الإفخاريستيا كنز سمائى متاح للمؤمنين على الأرض.و كما كان المسيح على الأرض متخليا خازناً مجده في السماء هكذا الإفخاريستيا بنفس التخلى على الأرض و نفس التجلى فى الملكوت.الجديد فى السماء أننا سنعيش أفخاريستيا المسيح بالمجد و البهاء. دون ماديات.ستكون لنا طبيعة المسيح الكامنة فى الإفخاريستيا بغير مواربة.و كما نأكل الجسد و الدم الإلهى على الأرض دون أن نتحول آلهة سيكون نفس الأمر فى السماء, سنحيا شركة الطبيعة الإلهية (إفخاريستيا السمائيين) دون أن نتحول آلهة.
حين يعلمنا رب المجد أننا كلنا سنكون ملوكا و كهنة رؤ1: 6 فهو يمنح الحق لورثة الملكوت أن يأخذوا ما يشاءوا من المسيح .سيتحقق ما قاله فى مثل الإبن الضال : يا إبنى كل ما لى هو لك.
حق التملك فى المسيح تأسس يوم تأسس سر الشركة.كلما نأكل الخبز و نشرب الدم تسبح أرواحنا فى ملكوت الله متحررة.فهذا السر قاعدة الإنطلاق نحو ملكوت الآب بواسطة الإبن و بعمل الروح القدس.
لذلك حسناً تعلمت الكنيسة و علمت أنه بعد إتمام تذكار الصلب يوم الجمعة الكبيرة تنشغل الكنيسة فى سفر الرؤيا ليلة السبت لأن الفداء هو طريق السماء.المسيح المذبوح لأجلنا هو وسيطنا الوحيد للملكوت.