مودي حكيم
للفيلسوف والشاعر اللبنانى جبران خليل جبران مقولة جميلة: «أنا مسيحى ولى فخر بذلك، ولكننى أهوى النبى العربى، وأكبر اسمه، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله».
تذكرت مقولة الشاعر الكبير مع غضب أقباط مصر من سوء تعبير وانتقاء كلمات، صدرت عندما أعلن عن إجازات شهر مايو متجاهلة ذكر «عيد القيامة» والصيغة التى وردت فى القرار ولم تشر حتى بأن الأحد يوافق أعياد أقباط مصر، وسخر رواد التواصل الاجتماعى ونشطاؤه منتقدين، حتى وصل الأمر إلى أن يعلق المفكر المصرى طارق حجى معترضًا على صفحات «الفيسبوك» بقوله «نكاية فى أصحاب العقول المصنوعة من حديد افترسه الصدأ: عيد قيامة مجيد».
وبصرف النظر عن كل المعتقدات والعصبيات ووساوس الأفكار… فلا بد للتصدى لرياح التعصب والبغض.. فى وقت عصيب بلادنا لا تتحمل فيه أى أبعاد عرقية أو دينية أو مذهبية، حتى لو كانت ممثلة فى الإعلان عن مواعيد الإجازات الرسمية، وعامة التهنئة لا تعنى الاعتراف بدين أو معتقدات، لكن تعكس قوة وروابط هذا الشعب، خاصة فى وقت يحتفل فيه أقباط مصر بعيد القيامة وله العديد من الأسماء كعيد البصخة.
وعيد الفصح وأحد القيامة، وهو من أعظم الأعياد لدى المسيحيين يستذكرون قيامة المسيح من بين الأموات، ومعه ينتهى الصيام الكبير، ويحذر الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة، من تسميته Easter كما يطلقون عليه فى الغرب، وهى تسمية ابتكرها اليهود منذ حوالى خمسين سنة ليغيروا اسم العيد فى الغرب وعبر العالم من «عيد القيامة» إلى «أيستر»، أى عشتار وهو إله وثنى. وأصبح مسيحيو الغرب يُعيدون بعضهم البعض بالقول «Happy Easter».
وفى هذه الأيام تبدأ مدينة القدس المحتلة فى الامتلاء بالزوار المسيحيين مع اقتراب عيد الفصح. فى 5 مايو «آيار» (للأرثوذكس)، وسبقه أحد الشعانين (أحد سعف النخيل) فى 28 إبريل «نيسان» (للأرثوذكس)... ليأتى سَبْتُ النُّورِ أو السبت المقدس وهو اليوم الذى يأتى بعد الجمعة العظيم وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح. يُقام قداس إلهى صباح السبت فى الكنائس الشرقية، ثم يتم استقبال النور الذى يخرج بمعجزة إلهية حسب الإيمان المسيحى من كنيسة القيامة فى القدس إلى جميع أنحاء العالم.
الاحتفال بسبت النور فى القدس والأراضى المقدسة مميز إذ تُقام فيه مسيرة دينية للاحتفال به عند الطوائف الشرقية.. تزدحم كنيسة القيامة فى مدينة القدس بعدد كبير من الزوار من كافة الجنسيات «اليونانية، الروسية، الرومانية، الأقباط، السريان»، مع المسيحيين العرب القاطنين فى الأراضى المقدسة، فى انتظار انبثاق خروج النور المقدس من كنيسة القيامة حيث ينبثق النور المقدس من كنيسة القيامة فى صباح سبت النور حسب التقويم الشرقى.
وفى هذا الحدث، تقوم السلطات بتفتيش بطريرك أورشليم للتأكد من عدم وجود أى مادة قابلة للاشتعال فى حوزته ثم يدخل البطريرك وحده إلى القبر المقدس ويتلو صلوات مخصصة لذلك الحدث.
بعد ذلك، يشتعل الشمع الذى يحمله البطريرك وتخرج النار المقدسة من القبر. يحضر هذا الحدث عدد هائل من المؤمنين وسرعان ما تشتعل الشموع التى يحملها جميعهم دون أن تؤذى أى شخص فيهم بحيث يكون النور غير حارق لفترة زمنية قصيرة ويقوم العديد من المؤمنين بوضع النور على جسمهم دون تعرضهم للأذى.
وفيض النّور هو معجزة تحدث كلّ عام فى كنيسة القيامة بالقدس يوم سبت النور أو السّبت المقدّس الذّى يأتى بعد الجمعة العظيمة ويسبق عيد القيامة أو عيد الفصح.
…وكل عام ومصر وشعبها فى أعياد وسلام بمناسبة عيد العمال وعيد القيامة وعيد شم النسيم.
نقلا عن المصرى اليوم