اللاهوتيّ: جوستاڤو جوتيّيرث الدومنيكانيّ

ترجمة عن الإسبانيّة: الأب جون جبريال

"هل أنت ملك؟" يسأل بيلاطس يسوع في نصٍّ من إنجيل يوحنا سنقرأه مرة أخرى في هذا الأسبوع المقدّس. لا ينكر يسوع ذلك،إلّا أنّه يحدد: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ». إلّا أنّ بيلاطس الفطن لا ينخدع، فيسأله له: «إذًا أنت ملك؟» سؤال هو بالأحرى تأكيديّ. فيومئ يسوع برأسه: «أنا ملك». هذا التأكيد سيكلّفه حياته. سوف ينتهز متّهموه الفرصة ليهتفوا بأن هذا ضد سلطة الإمبراطور الروماني، ولهذا السبب، وليس من دون السخرية، سوف يضعون على الصليب لافتة "ملك اليهود"!.

ولكن ماذا كان يقصد يسوع عندما قال إن ملكوته "ليس من هذا العالم"، فهل هو ملكوت غير تاريخي، يقع حصرياً في عالم خارج زماننا؟ وفقًا لشهادة الأناجيل، فالملكوت موجود الآن بيننا، وفي طريقه إلى اكتماله، حتى إنه يعلّمنا أن نقول "ليأتِ ملكوتك". يقول يسوع لبيلاطس إنه ملك، ولكن لمملكة مختلفة تمامًا عن تلك التي يمثلها الحاكم. فهو ليس دنيويًا، ولا يستخدم السلطة للهيمنة والدفاع عن الامتيازات، بل للخدمة. ليخدم، أولاً وقبل كل شيء، أقل الناس في المجتمع، المنسيين. لا شك أن هناك حاجة إلى وسائل فعالة لتغيير الأوضاع التي لا تُحترم فيها الكرامة الإنسانية والحقوق الإنسانية للأضعف؛ وهذا يشكل سلطة بالفعل، ولكن، بحسب تعاليم الإنجيل، يجب أن تكون دائمًا سلطة خدمة سخية ومتواضعة. ليست مثل سلطة "عظماء هذا العالم" الذين " يتعاملون باستبداد" و "يسيئون استخدام سلطتهم". يقول يسوع لتلاميذه: "لَا يَكُنْ هَكَذَا بَيْنَكُمْ" (مرقس 10: 42). تحذير للجميع اليوم، بما في ذلك الكنيسة نفسها.

إن ذكرى موت يسوع وقيامته يجب أن تكون فرصة لنأخذ نفسًا عميقًا ونختبر هبة الحياة التي نحتفل بها في هذه الأيام. دعونا لا نكون متشككين بشأن الحاجة إلى التغيير الشخصي وإمكانية بناء مجتمع عادل وإنساني يكون فيه لكل شخص مكان كريم وعادل. أن نتعلم أن نكون متيقظين لجميع أنواع سوء المعاملة والتمييز، وأن نعي نصيبنا من المسؤولية التي يمكن أن يكون لكسلنا وانطوائنا على أنفسنا الذنب في هذه الأحداث، هي شروط لا غنى عنها للتغيير. وإذ نجدّد رجاءنا في السرّ الفصحي الذي سنحتفل به قريبًا، لنجدّد أيضًا قدرتنا على التنبّه لكل ما ينتهك البشر، صورة الله للمؤمن الذي بذل يسوع حياته من أجله.

لقد قال لنا البابا فرنسيس إنه يحلم بـ "كنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء"، لذلك علينا، كما قال أيضًا، أن ندرك أن قوة الكنيسة الحقيقية تكمن في خدمة الفقراء؛ فهل نحن كوننا مسيحيين وكنيسة مستعدون للموت من أجل مصالحنا الخاصة ومن أجل بعض الاعتبارات الاجتماعية تضامنًا مع الأشد فقرًا الذين نجد فيهم يسوع المسيح ميتًا وقائمًا من أجل الجميع؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فحتى لو مررنا بأسبوع الآلام، فلن نكون قد عبرنا به.
المصدر:
https://puntoedu.pucp.edu.pe/voces-pucp/la-semana-santa-y-los-pobres/?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTAAAR0-FKuASPeRTuEeTESv4JUVi-3A3ydqTwCgxKWlrdGQLd3Py-VGQ-hTGbE_aem_AfL-eKabulHbwmFYMlHNJPYsGlciQjpQ-1x7fHXuFL4TbURB8Sl2Eo8rB1d6kDwMpxNsINEC4_hSbJQ5oNVNv8ui