حمدى رزق
رفعت وكالة «فيتش ريتنجز» نظرتها المستقبلية لتصنيف مصر الائتمانى إلى «إيجابية» من «مستقرة»، مدعومة بتراجع مخاطر التمويل الخارجى على المدى القريب.
وعزَت «فيتش» تصنيفها إلى الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة، وصفقة «رأس الحكمة»، والانتقال إلى سياسة سعر صرف مرنة، وتشديد السياسة النقدية، فضلًا عن التمويل الإضافى من المؤسسات المالية الدولية، وعودة تدفقات المصريين فى الخارج، (بحسب الوكالة).
خبر مهم اقتصاديًّا مر للأسف مرور الكرام على السادة اللئام، مثل هذه الأخبار الجيدة لا تلقى رواجًا فى الفضاء الإلكترونى، يغضون الطرف عنها.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة/ ولكن عين السخط تبدى المساويا، تخيلًا لو الوكالة نفسها خفضت التصنيف الائتمانى، ونظرة سلبية، كانت ليلة سودة على دماغ الحكومة المصرية، ولنبحت كلاب الإخوان العقورة عليها فى منافيها البعيدة، ونعتوها بما فى نفوسهم من غل وحقد دفين.
راجع منصات الفضاء الإلكترونى الممسوسة، تجاهلت الخبر، وراجع فى المقابل أخبار «فيتش» السلبية. قبلًا، خلال الأشهر القليلة الماضية، كل خبر سلبى يستقبلونه بتهليل وتكبير، وكأن نصرًا على الأعداء قد تحقق، مع تأليب الشارع على الحكومة، ونعتها بكل نقيصة اقتصادية.
مثل هذه الأخبار السارة (تصنيف فيتش، وقبلها موديز) بشرة خير، ستعقبها أخبار طيبة من مؤسسات تصنيف عالمية مهمة، مثل هذه الأخبار تسرى كالماء فى الأوانى المستطرقة، تؤدى إلى بعضها، وترتسم فى مناسيب إيجابية ترفع منسوب الأمل فى تعافى الاقتصاد الوطنى بعد فترة عصيبة تحملها المصريون بإباء وشمم، وصبر وقناعة، وثقة فى المستقبل.
مثل هذه الأخبار الطيبة لا تروج أبدًا فى الفضاء الإلكترونى، معلوم «سوق الكانتو»، سوق الفضلات الإلكترونية، لا تسع بضاعة جيدة، الباعة يتكالبون على بضاعة الشر، وهى رخيصة رخص مَن يبضعونها ويقتحمون بها شاشات الموبايل.
خبر التصنيف «إيجابيًّا» من قِبَل «فيتش» مقدمة لتصنيفات أكثر إنصافًا، وكأنه خبر غريب فى بلاد بعيدة، يتم تجهيله، مثل هذه المنصات فحسب تقتات على الأخبار السوداء!!.
لست خبيرًا اقتصاديًّا لأقف على طبيعة ومستوى التصنيف الذى أصدره «فيتش»، يحتاج ترجمة اقتصادية من مختصين، ولكن الخبر مثل شعاع نور فى ظلام دامس يغشى الفضاء الإلكترونى، وتفاءلوا بالخير تجدوه.
لافت تجاهل الخبر إلكترونيًّا، مقارنة بالحملة الضارية المُجيَّشة تجييشًا على الاقتصاد الوطنى إبان أزمة الدولار الأخيرة، وكمْ من فبركات سوّدت الشاشات فى أعين الطيبين، وكأن الجنيه المصرى سقط من حالق فى صدع عميق.
وقتئذ قال قائل منهم مأفون: «مصر تعلن إفلاسها قريبًا» وهو شخصيًّا مفلس تمامًا من أى معلومات يقينية عن مقدرات الاقتصاد الوطنى، والثروات الكامنة، والمستقبليات الواعدة، لله فى خلقه شؤون، والغرض مرض، وهؤلاء مرضى القلوب زادهم الله مرضًا.
نموذج الخبر أعلاه، «خبر فيتش» وتجاهله، يؤكد ما لا يحتاج توكيدًا أن روحًا شريرة تلبست الفضاء الإلكترونى، تنتعش بالأخبار السوداء، وتقتات على السواد، وتترعرع فى الأسواق السوداء، وكلما اسودّت أخبارها راجت بضاعتها، ينكشون على الأخبار السوداء بمنكاش فى كومة من قمامة المنصات الإخوانية.
مجددًا «الرسكلة» مصطلح توليد من (recycle) بمعنى إعادة تدوير المخلفات، هكذا تُوصَف الحالة على المنصات الإلكترونية المعادية، يُعيدون تدوير مخلفات المنصات الإخوانية، تنتج بضاعة مضروبة، ولكن تجرى إعادة تدويرها بين الناس الطيبة، وللأسف تلقى رواجًا.
نقلا عن المصرى اليوم