حمدى رزق

«وكما حاول كل حريص على أن يطالبنى باسترداد روحى القديمة (الفرفوشة) فإنه حاول أيضًا أن يذكّرنى بأنى امرأة قوية، وأن محنتى مع المرض الوَحش ليست محنتى الأولى فقد مررتُ بمحنة أخرى شديدة وأكرمنى الله فيها كرمًا ليس له آخر».

 

فيض كرمه سبحانه بلا حدود، قلبى مع الكبيرة «نيفين مسعد»، فى محنتها ودعوات ورجوات، «اللهم رب الناس، اذهب البأس، واشفِ أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤُك».

 

بهذه الروح الفرفوشة، الروح الانتصارية ستتجاوز المحنة وستقهر الخبيث، صحيح المعركة قاسية، لكن نيفين الفرفوشة (المرحة) تمتلك (احتياطى استراتيجى) راكز فى روحها يكفى شفاء المحبين جميعا.

 

قوة روحية تنبعث من بين سطورها، تفج مفعمة بالأمل، تواجه وحشا، تحدٍ مع قناعة قدرية، الحمد لله لم تفقد روحها المرحة بعد.

 

قرأت كثيرا عن معارك لأحباء مع المرض الخبيث، لكن معركة الكبيرة «نيفين» جد مختلفة، سطور نيفين فى صحيفة «الشروق»، تحت عنوان «المحنة» يسمونها مضادا مستدام المفعول، يقى من القنوط، ويحض على الأمل من أجل حياة تستحق.

 

ملهمة «نيفين» وهى تفتح شباكها لتنفذ منه أشعة شمس الصباح، وتتلمس نور القمر سهرانا، وتحكى حكايات بسيطة لكنها ملهمة لمن كان فى قلبه ذرة شك فى أمل الشفاء.

 

تصحبك على مهل فى رحلة سمتها «محنة»، ومن سطورها تشعر بأنها «منحة ربانية»، تستعيد ذكريات عبرت، جميلة ذكرياتها حتى مع فنجان الشاى، «وكان فنجان الشاى باللبن مع قطعة من بسكويت النشادر فى الصباح أحتسيه مع زوجى وابنى متعة ما بعدها متعة»، يمتعك بصباحاتك الندية يا سيدتى الجميلة.

 

معها فى رحلة المرض، تستعيد لحظات السعادة التى تمر بنا دون أن نشعر بها، نستشعرها لاحقا، لم يفت الوقت بعد، ولم ينفد مخزون السعادة، ولسه الأغانى ممكنة، صحيح نتذكرها بأسى، وحزن شفيف، لكنها كالنسمة الطرية ساعة عصرية ترطب حرور أيام المحنة.

 

يقينى أنها تقوى على الكتابة عن محنتها، هذا أول طريق الشفاء، وصفة الكبيرة ترياق، لا تفقد روحك مهما كانت قسوة المرض، تخيل وهى مريضة تشفينا من الألم، تعيننا على الشفاء، تصف الدواء وهى المريضة، ولها فى الشفاء نصيب بدعوات المحبين.

 

روح نيفين تتحلى فى سطورها «كان علىّ أن أتخذ فيه قرارًا، أصارح الجميع بمحنتى أم أضيّق من دائرة العارفين بما أعانيه؟ وفى البداية ذهبتُ للخيار الأول، فالحياة صعبة على الجميع»، لا تريد أن تزعج أحدا بمرضها، الناس فيها اللى مكفيها، ولكن مشاطرة المحن تخفف وطأتها، وحسنا كتبت، فضفضت، والفضفضة من البوح، والبوح ترياق.

 

خلاصة المحنة حكمة، تسطرها الكبيرة «نيفين مسعد» فى منشورها على «الفيسبوك»: «الإنسان الذى يكرمه الله بكل هذا الدعم النفسى من الأصدقاء لابد أن يعافر وهو يصارع أى وَحش فى الدنيا كلها. معًا سنروّض هذا الوَحش البغيض ثم نهزمه بإذن الله.. الحياة حلوة، وتستحق أن نحارب من أجلها».

نقلا عن المصرى اليوم