نادر شكري
هكذا يطلق على نيافة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، " الراعي الأمين " ، الذى يشعر بألم أولاده في كل مكان، بعد الاعتداء على أبنائه بقرية الفواخر بمركز المنيا، على خلفية شائعة بناء كنيسة وحرق ثلاث منازل ونهب أخرى، لم يكتفى الأنبا مكاريوس بالكلمات لدعم أبنائه، بل توجه في اليوم التالى للأحداث لزيارة القرية، ومساندة أبنائه ونزع أي خوف يطاردهم، مما اضفى السعادة والفرح والطمأنينة على أبناء القرية.
وفى ليلة عيد القيامة، وسط توقعات بعدم قدرة اقباط القرية الاحتفال بعيد القيامة نظرا لتوتر الأوضاع بالقرية وسط تواجد أمنى مكثف لتأمينها وصعوبة نقل المصلين إلى كنائس أخرى، فوجئ الأقباط بالأسقف الأمين والمحب يتوجه للقرية، ليترأس قداس عيد القيامة داخل المنزل الذى كان يصلي فيه الأقباط، وهو أمر لم يتخيله أحد في ظل هذه الظروف، فلم يخشى الأسقف توتر الأوضاع، لاسيما في ظل القبض على عدد كبير من المتورطين في الأحداث، ولكن كل ما كان يشغله مشاركة أولاده فرحة العيد والصلاة معهم، حتى وان كان المكان المخصص للصلاة صغير وغير مجهز، ولكن هكذا يعمل مثل سيده المسيح الذى ولد في مذود، فذهب من أجل نفوس أبنائه وسعادتهم، ليرفع صلواته من أجل السلام والمحبة بالقرية.
و شارك في الصلاة نع نيافته القس ثاؤفيلس نبيل الكاهن المُكلَّف بخدمة أقباط القرية وبعض شمامسة المطرانية، وبعد انتهاء الصلاة قدم رؤوس عائلات القرية من المسلمين الذين حرصوا على المجيء للتهنئة بالعيد في جو من المحبه السعادة وللتأكيد على العلاقات الطيبه وأواصر المحبه التي تجمع بين مسلمي واقباط القرية.
وقدم الأنبا مكاريوس أسقف المنيا الشكر لرؤوس العائلات على مشاعرهم الطيبة وحرصهم على تأكيد أواصر المحبة والعمل على تجاوز الأزمة التي مرت بها القرية منذ 10 أيام.
كما قدم أسقف المنيا الشكر للقيادات الأمنيه على الجهد الكبير الذي يتم بذله لاستقرار القرية داعياً الله ان يحمي مصرنا العزيزة قيادة وشعبًا من كل سوء.
وفى يوم الأحد 5 مايو، لم يترك نيافة الأنبا مكاريوس أبناء قرية الفواخر، بل قام بدعوتهم ونقلهم لمقر المطرانية بالمنيا، للاحتفال معه بالعيد، ولقاء المسئولين، حيث التقى الأهالى بمحافظ المنيا أثناء زيارة سيادته للمطرانية م للتهنئة بالعيد، وتحدث السيد اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، مع بقباط الفواخر ، ومعه السيد نائب المحافظ والسيد مدير الأمن والسيد مفتش الأمن الوطني والسيد مدير مكتب المخابرات العامة والسيد المستشار العسكري والسيد رئيس مجلس المدينة، حيث قدموا الشكر لسيادته ولكافة القيادات على مساندتهم فيما تعرضوا له الأيام الأخيرة.
ما فعله نيافة الأنبا مكاريوس هو المعنى الحقيقى للأبوة، والراعي، والقائد، الذى لم يجلس ينظر، بل أسرع وسط المخاطر ليحتضن أولاده، ويرسم السعادة على وجوههم بعد أيام عصيبة لن تمح سريعًا من ذاكرتهم، سوى بمشاعر الحب والطمأنينة، لذا استحق الانبا مكاريوس لقب " الراعي الأمين والأب الكبير ".
ويذكر أن نيافة الأنبا مكاريوس بدأ مرحلة إعمار المنازل التي دمرت في الأحداث وذلك قبل أيام من الاحتفال بعيد القيامة حسب ما أكده في كلمته، بإعادة المنازل المحترقة والمدمرة إلى وضعها وأفضل ما كانت عليه قبل الأحداث التي وقعت يوم 24 أبريل.