اعدها وقدمها الباحث : مجدى سعدالله
فى عيد القيامه المجيد . نستكمل معا  التأملات الروحيه  لابينا مثلث الطوبى والرحمات   قداسه البابا شنوده الثالث بعنوان : 
كان لابد أن يقوم المسيح 
 
لاشك ان هناك نبوءات كثيرة فى العهد القديم تتحدث عن قيامه السيد المسيح من الاموات . ولذلك فان السيد المسيح قال لتلاميذه بعد قيامته . 
 
( هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وانا بعد معكم . انه لابد ان يتم ما هو مكتوب على فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير … حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب … وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغى أن المسيح يتألم  ويقوم من الاموات فى اليوم الثالث ) لو 24 : 44 
 
ولعل من الرموز لهذه القيامه فى العهد القديم : قصه يونان النبى . فعندما طلب منه اليهود إيه قال لهم ( جيل فاسق وشرير يطلب أيه ولا تعطى له الا ايه يونان النبى … لانه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثه أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الارض ثلاث ايام وثلاث ليال ) مت 12 : 39 
 
4 ➖ كان لابد أن يقوم المسيح . لأن قيامته كانت فى سلطانه هو : لقد مات بأرادته … هو قدم نفسه للموت . ولم يكن مضغوطا عليه فى ذلك . وقد قال موضحا هذا الأمر فى عبارته الخالدة . 
 
 ( انى اضع نفسى لاخذها ايضا .ليس احد يأخذها منى . بل أضعها من ذاتى . . لى سلطان أن اضعها . ولى سلطان أن أخذها ايضا ) يو 10 : 17  حقا ما أعجب هذه العبارة ( ولى سلطان أن اخذها ايضا ) أى ان استرجع هذه الحياة التى وضعتها من ذاتى . ولم يكن لاحد سلطان أن يأخذها منى . اذن كان لابد ان يقوم . ويقوم بأرادته . 
 
5 ➖كان لابد ان يقوم . لان موته كان مجرد وضع مؤقت لأداء رساله مزدوجه . كان ممكنا أنه لايموت بحسب طبيعته . ولان الموت هو أجرة الخطيه ( رو 6 : 23 ) 
 
وهو لم تكن له خطيئه تستحق الموت . ولكنه قبل أن يموت عوضا عنا . لكى يفدينا بموته كما قال الرسول 
( متبررين مجانا بنعمته . بالفداء الذى بيسوع المسيح . الذى قدمه الله كفارة بالايمان بدمه … من اجل الصفح عن الخطايا السالفة ) رو 3 : 24 . 
 
كانت هذه هى الرساله الأساسية للموت . أى الفداء . 
وكان لابد بعد الفداء . أن يذهب ويبشر الراقدين على الرجاء ويفتح باب الفردوس . وينقل هؤلاء الراقدين من الجحيم إلى الفردوس . وفى هذا يقول الرسول بطرس : 
 
( فان المسيح أيضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا . البار من اجل إلاثمه . لكى يقربنا إلى الله . مماتا فى الجسد . ولكن محيى فى الروح . الذى فيه ايضا ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن ) إبط 3 : 18 
 
نعم كرز لتلك الأرواح بالخلاص . ونقلها إلى الفردوس . كما نقل اللص اليمين . 
يقول الرسول بولس : ( وأما انه صعد . فما إلا أنه نزل ايضا أولا إلى أقسام الارض السفلى . الذى نزل هو الذى صعد أيضا فوق جميع السموات ) أف 4 : 9 
 
6- وكان لابد ان يقوم المسيح . لان لاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحدة ولا طرفه عين . حتى عندما مات . تقول القسمه السريانيه : انفصلت روحه عن جسده . ولكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه ولا عن جسده . 
 
روحه المتحدة باللاهوت نزلت إلى أقسام الارض السفلى . وكرزت للأرواح إلى فى السجن . وأصعدتها إلى الفردوس . اما جسده فبقى فى القبر متحدا بلاهوته ايضا . فهو قد مات بشريا من جهه انفصال الروح عن الجسد ولكنه كان ( محيى فى الروح ) 
 
كانت له الحياة الثابته فى اللاهوت . والتى من أجلها صرخ نيقوديموس وهو يكفنه ( قدوس الله . قدوس القوى . قدوس الحى الذى لا يموت ) نعم كان لابد ان يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت . وماكان ممكنا أن يستمر فى الموت . ( يتبع ) 
 
( إلى اللقاء نستكمل هذه التاملات لابينا مثلث الطوبى والرحمات قداسه البابا شنوده الثالث  )
مع تحيات : مجدى سعدالله .