اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس أيوب البار (٢ بشنس) ١٠ مايو ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم تنيح القديس أيوب الصديق الرجل البار الذى قال عنه السيد الرب " لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ"
حسده الشيطان عدونا كما جاء فى سفر ايوب:
وكان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب، وجاء الشيطان أيضا في وسطهم.
فقال الرب للشيطان: «من أين جئت؟». فأجاب الشيطان الرب وقال: «من الجولان في الأرض، ومن التمشي فيها».
فقال الرب للشيطان: «هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟ لأنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر».
فأجاب الشيطان الرب وقال: «هل مجانا يتقي أيوب الله؟
أليس أنك سيجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل
ناحية؟ باركت
وطلب من الله أن يمكنه منه ومن كل ماله فسمح له بذلك لعلمه تعالى بصبر أيوب وأنه سيكون مثالا نموزجاً لمن يأتي بعده كما يقول الكتاب: "قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب" (يع 5: 11)
وكان بعد حين أن خسر أيّوب كلّ من له وما له، ورّد فعله كان بأن قال:" عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك. الرّب أعطى والرّب أخذ، فليكن اسم الرّب مباركًا".
وباءت خطة الشيطان لحمل أيّوب على الكفر فاشلة. فكان الشيطان يعول على فقدان أيّوب رجاءه بإلهه، فيكون التجديف عليه تعبيرًا عن كون الرجاء بالله باطلًا.
فابتلى الشيطان أيّوب بقروح انتشرت في بدنه كلّه، ولكن حتى بعدما أصاب أيّوب ما أصابه لم يكفر بإلهه. وهنا تدخلّت زوجته وأوحت إليه أن يجدّف على الله، فأجابها: "أنت تتكلمين كالجاهلات, أنقبل الخير من عند الله ولا نقبل المضرّة".
في هذا كلّه لم ترتكب شفتا أيّوب خطأ في حقّ الله. وهنا دخل أصحاب أيّوب لتعزيته، أليفاز قال إن أيّوب يتألّم لأنّه أخطأ، ثم نصحه بالاعتراف بخطاياه.
أمّا بلدد فأضاف أن أيّوب ظلّ يتألّم لأنه لم يرد الإقرار بذنبه، ووبّخه ووسمه بالكبرياء لأنّه ادّعى أن معاناته لم تكن نتيجة خطيئة ارتكبها.
وأمّا أليهو أصغر أصحاب أيّوب فقال الله ليس بظالم، أمّا أيّوب فقد فغر فاه بالباطل وأكثر من الكلام بجهل.
هذه كانت مواقف أصحابه، أمّا هو فبعدما لعن يوم مولده ووصف حزنه بأنه أثقل من رمل البحر، رجا الله أن يسحقه لتبقى له تعزية وبهجة أنّه في خضم آلامه لم يجحد كلام القدّوس. تمسّك بالقول أنه بار وسأل في مرارة نفسه، موجهًا كلامه إلى ربّه: "لماذا جعلتني هدفًا لك؟ واستبان أيّوب بإزاء ما عانى، كما في حيرة من أمره. وهو يعرف أنه بريء ولكنّه لا يعرف بماذا يجيب الله. بين كرِّ وفرّ، بين استظلام لله ولجوء إليه، نستبين طبيعة المشاعر المتلاطمة المتصارعة التي عصفت بأيّوب.
وأخيرًا كلّم الرّب أيّوب من العاصفة. وأورد السيّد الرّب في صيغة أسئلة كلّ تدابيره في خلقه ليوحي لأيّوب بكلّ الحكمة التي برأ بها الخليقة والدقّة المتناهية في إثبات أحكامه.
وعاد أيّوب إلى نفسه، واستدرك وقال لرّبه: "حقًا لقد نطقت بأمورٍ لم أفهمها وبعجائب تفوق إدراكي.
بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيني، لذلك ألوم نفسي وأتوب معفرًا ذاتي بالتراب والرماد".
ورضي الله عن أيّوب وحمّق أصحابه الثلاثة لأنّهم لم ينطقوا بالصواب عنه كما نطق عبده، وأمرهم أن يمضوا إليه ويقرّبوا محرقات عن أنفسهم ليصلّي أيّوب من أجلهم، فيعفو عنهم القدير إكرأمًا له.
وهكذا كان. أمّا أيّوب فردّه الرّب من عزلة منفاه، وضاعف ما كان له من قبل وبارك آخرته أكثر من أولاه. وعاش ايوب بعد هذا مئة واربعين سنة ورأى بنيه وبني بنيه الى اربعة اجيال. ثم مات ايوب شيخا وشبعان الايام
بركة صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...