ديڤيد ويصا
الإله في مُعظَم المعتقدات والأديان ..
باستثناء اليهوديّة والمسيحيّة، في وجهة نظري ..
هو الشخص أو الكائن اللي أتباع المعتقد بيسعوا لإرضاءه ..
وممكن يبذلوا عشانه الغالي والرخيص، والحياة نفسها ..
بالدرجة اللي بيها ممكن يخسروا حياتهم وسلامهم ونفسيّتهم وسعادتهم ..
في اعتقاد منهم انهم بكده بيرضوه أكتر ويستعطفوا رضاه ويتّقوا غضبه!
--
في العصر الحديث، وتحديدًا في بلدنا ..
بشوف ان "الجواز" هو الإله بتاع العصر بتاعنا ..
الأسرة اللي بتخلّف ولد ..
بتبقى هدفها تعلّمه لحد ما يكبر ويشتغل ويكوّن نفسه ..
والتكوين هنا هو تكوين مادّي، يعني يبقى معاه فلوس ..
عشان الهدف الأسمى اللي عايشين عشانه، وهو انهم يجوّزوه!
الأسرة اللي بتخلّف بنت ..
بيبقى هدفهم انها تكبر لحد السّن اللي ينفع تتجوّز فيه ..
مع الاهتمام بشكلها وجسمها عشان تبقى مناسبة للجواز ..
ومقارنتها ببنات تانية عشان اتجوّزوا، فاهمين انهم بيحفّزوها ..
وهُمّا في الحقيقية بيملوها بالغيرة والمقارنة وتحطيم نفسيّتها ..
وهدفهم انها تبقى مطلوبة من عرسان كتير تختار منهم ..
عشان الهدف الأسمى اللي عايشين عشانه، وهو انهم يجوّزوها!
--
قُصاد ده ممكن نصرف ونتعب كتير جدًّا ..
وفي الرحلة دي بننسى أحيانًا "تكوين" شخصية الولد ..
عشان يكون مسؤول وبيعرف يتصرّف صح وبحكمة ..
ويكون قادر يعتمد على نفسه في احتياجاته الأساسيّة ..
زي نظامه ونضافته ولبسه ودراسته واختياراته واجتهاده ..
وانه يكون بيعرف يطبخ وينضّف وينشُر ويطبّق الغسيل ..
وانه يكون بيُعتمَد عليه، وبيعرف يشيل مسؤولية ناس تانية حواليه ..
إنه يكون فاهم أساسيّات عن الحب والارتباط والأبوّة ..
ويبقى فاهم ان الرجولة قوة واستقلاليّة وحنان ورعاية ..
مش قُدرة على الخِلفة وتسلُّط وإهانة وتحكُّم في بنات الناس!
--
وفي الرحلة دي بننسى أحيانًا "تكوين" شخصيّة البنت ..
عشان تكون متعلّمة كويّس واشتغلت وخدِت خبرة التعامل مع الناس ..
عشان تكون مسؤولة وبتعرف تتصرّف صح وبحكمة ..
وتكون قادرة تعتمد على نفسها في احتياجاتها الأساسيّة ..
زي نظامها ونضافتها ولبسها ودراستها واختياراتها واجتهادها ..
متكونش مستنيّة حد يحقّقلها كل أحلامها اللي مش عارفة تحقّقها ..
بسبب حبستها وخنقتها في بيت أسرتها، وبين أهلها وعيلتها ..
وانها تكون بيُعتمَد عليها، وتعرف تشيل مسؤولية ناس تانية حواليها ..
إنها تكون فاهمة أساسيّات عن الحب والارتباط والأمومة ..
وتبقى فاهمة ان كونها امرأة يعني قوة واستقلاليّة وحنان ورعاية ..
مش قُدرة على الخِلفة والخضوع وتحمُّل الإهانة والتسلُّط من ولاد الناس!
--
وييجي العريس ونجري على محلّات الدهب ..
ونحجز قاعة الخطوة والفرح ونصرف ونعزم ..
ونوضّب الشقّة وندهن الحيطان ونجيب العَفش وأوضة النوم ..
وفجأة اتنين مش جاهزين يلاقوا نفسهم مع بعض مسؤولين ..
وفجأة يجيبوا عيال وتدور السّاقية وتزيد الأحمال ..
ويبقوا أول ناس يدفعوا التَّمن، ومحدّش هيشيل شيلتهم ..
وندفع التمن معاهم في عيالهم اللي هيطلعوا زيُّهُم وهنعاني معاهم ..
وتفضل الدايرة بتدور، والتمن بيزيد، والبيوت بتعاني ..
ويفضل الناس بتجهّز كل حاجة عشان ترضي الإله (الجواز) ..
وينسوا يجهّزوا ولادهم وبناتهم عشان يكونوا شخصيّات يُعتمَد عليها ..
فيكون الجواز "حاجة" من ضمن حاجات بيعملوها ..
مش "إله" بيضيّعوا كل حاجة عشان يرضوه!
ديڤيد ويصا
