( 1898- 1959 )
يعتبر العالم الكبير يسي عبد المسيح ( 1898- 1959 ) ) واحدا من أشهر علماء القبطيات المصريين الذين عاشوا في القرن العشرين ؛فلقد كان له دور كبير في دراسة وتأصيل العديد والعديد من الطقوس والأعياد الكنسية ؛كما كان له دور كبير في فهرسة وتصنيف مكتبة المتحف القبطي والعديد من مكتبات الكنائس والأديرة كما سنري في هذا المقال .
أما عن يسي عبد المسيح نفسه ؛ فلقد ولد في 29 يولية 1898 ببلدة أشنين النصاري محافظة بني سويف ؛ حصل علي شهادة الابتدائية عام 1914 ؛ثم نزح إلي القاهرة والتحق المدرسة الأكليركية عام 1920 ليتخرج منها عام 1923 .وبعد تخرجه بعام واحد ؛ونظرا لتفوقه في االلغة القبطية واليونانية ؛ عين في المتحف القبطي بالقاهرة كأمين للمكتبة ؛ وظل يعمل بها حتي أحيل الي التقاعد عام 1957 ؛ونظرا لعشقه الشديد للغة القبطية ؛التحق بالجامعة المصرية القديمة لدراسة الآثار بها ؛حتي حصل علي دبلوم الآثار وكان ذلك عام 1925 .
ونظرا لخبرته الكبيرة في الفهرسة والتصنيف ؛ فلقد قام بفهرسة مخطوطات مكتبة المتحف القبطي ؛ثم قام بالاشتراك مع الأستاذ مرقس باشا سميكة ( 1864- 1944 ) مؤسس المتحف القبطي بعمل كتابوج للمخطوطات القبطية والعربية الموجودة بمكتبة المتحف ومكتبة البطريركية بالقاهرة ؛ولقد قام بتدريس اللغة اليونانية بالكلية الأكليركية بالقاهرة خلال الفترة من ( 1930- 1959 ) وعندما طلب قسم الآثار بجامعة عين شمس من الدكتور باهور لبيب (1905- 1994 ) تدريس اللغة القبطية اللهجة الصعيدية بها ؛ أعتذرعن هذه المهمة وأناب عنه الأستاذ يسي عبد المسيح للقيام بهذه المهمة .
فقام بها خير قيام .وكان ذلك عام 1954 .
وفي عام 1951 ؛ غندما طلبت جامعة كاليفورنيا من الدكتور عزيز سوريال عطية ( 1898- 1988 ) فهرسة وتصنيف المخطوطات العربية بمكتبة دير سانت كاترين؛ طلب من الأستاذ يسي عبد المسيح أن يساعده في القيام بهذه المهمة ؛ كذلك أيضا أنتدب للعمل بمكتبة البطريركية ثلاثة أيام من كل أسبوع .
كذلك أيضا كان الأستاذ يسي عبد المسيح عضوا مؤسسا في جمعية الآثار القبطية منذ تأسييها عام 1938 ؛ وظل مداوما علي كتابة مقالات باللغة الانجليزية في مجلة الجمعية . وفي أطار خدمته بجمعية الآثار القبطية ؛ شارك مع الدكتور عزيز سوريال عطية والدكتور أوزاولد بورمستر في ترجمة وتحقيق تاريخ البطاركة المنسوب لساويرس بن المقفع الذي صدر في ثمانية مجلدات ؛كما أشترك مع جمعية أبناء الكنيسة في نشر العهد الجديد باللغة القبطية عام 1934 ؛ والخولاجي الكبير في عام 1936 ؛وسفري التكوين والخروج بالقبطية والعربية في عام 1940 . وعند تأسيس معهد الدراسات القبطية عام 1954 ؛كان سيادته من ضمن الرعيل الأول المؤسس للمعهد ؛ وساهم في ضبط الأجبية بالقبطية والعربية مع لجنة من معهد الدراسات القبطية .
أنتدب لفهرسة وتصنيف مكتبات مخطوطات العديد من الكنائس والأديرة بالتعاون مع المستشرق الهولندي يعقوب مويزر ( 1896- 1956 ) ؛ نذكر منها ( مكتبة دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر – مكتبة دير الأنبا أنطونيوس – مكتبة دير السيدة العذراء بالبراموس- مكتبة دير السيدة العذراء بالسريان- مكتبة كنيسة السيدة العذراء المعلقة – مكتبة كنيسة أبو سرجة – مكتبة كنيسة السيدة العذراء قصرية الريحان – مكتبة كنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة – مكتبة كنيسة الأنبا شنودة بمصر القديمة – مكتبة كنيسة أبو سيفين بمصر القديمة- مكتبة كنيسة العذراء الدمشيرية – مكتبة كنيسة الملاك القبلي بمصر القديمة – مكتبة كنيسة الشهيدين أباكير ويوحنا بمصر القديمة – مكتبة كنيسة الأمير تادرس المشرقي بمصر القديمة – مكتبة كنيسة العذراء بابليون الدرج – مكتبة كنيسة مارمينا فم الخليج – مكتبة كنيسة العذراء حارة زويلة- مكتبة دير مارجرجس للراهبات بحارة زويلة- مكتبة مكتبة كنيسة العذراء حارة الروم بالغورية – مكتبة كنسة الأمير تادرس الشطبي بحارة الروم..... الخ ) .
ولقد ذكر الأستاذ الأغنسطس نبيل فاروق فابز في تقديمه لكتاب " السنة الكنسية القبطية " للأستاذ يسي عبد المسيح ؛أنه تقابل مع زوجتة السيدة الفاضلة أرملة الأستاذ يسي عبد المسيح ؛كذلك نجله مينا يسي عبد المسيح في منزلهما بتاريخ 19 و26 يونية 2009 ؛ ولقد ذكرا له أنه كان واحدا من مؤسسي "جماعة محبي الألحان القبطية " وكان مركزها بجوار كنييسة مارمينا فم الخليج ؛ وكان من ضمن أعضاء اللجنة التأسيسة (الدكتور جورجي بك صبحي رئيسا – الدكتور راغب مفتاح نائبا للرئيس – الأستاذ يسي عبد المسيح سكرتيرا – منصور بك قلادة أنطون وكيلا- عزيز سوريال عطية عضوا – نظير جيد (المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث) عضوا – القمص صليب سوريال عضوا – المشتسرق الهولندي القمص يعقوب مويزر مستشسارا للتاريخ والطقس – المعلم ميخائيل جرجس البتانوني كبير مرتلي البطريركية مستشارا فنيا ) .
ولقد كان لسيادته مراسلات مع العديد والعديد من الشخصيات المصرية والعالمية ؛ نذكر منهم (البابا مكاريوس الثالث –الراهب انطونيوس السرياني (المتنيح البابا شنودة الثالث ) – الدكتور وهيب عطا الله( المتنيح الأنبا غريغوريوس ) - رمزي عزوز (المتنيح الأنبا يؤانس أسقف الغربية ) – الراهب داود المقاري مؤسس كنيسة العذراء روض الفرج وصاحب مجلة الأنوار – القمص متي المسكين - الدكتور راغب مفتاح ..... الخ ) ومن ضمن هذه المراسلات نذكر علي سبيل المثال الخطاب ارسله للاغنسطس وهيب عطا الله (المتنيح الانبا غريغوريوس ) بتاريخ 5 مايو 1955 يشجعه فيه علي مواصلة العمل في رسالة الدكتوراة ؛ ويسلمه ثلاث نسخ من مقالتين له نشرهما في احدي الدوريات العلمية (مجلة Le Musem ) نسخة له ونسخة للمشرف دكتور والتر تل ؛أما النسخة الثالثة والأخيرة فهي للبروفيسر درشر المشرف المساعد .
ومن الأجانب كان له مراسلات مع كل من ( يعقوب مويزر - أوزاولد برومستر – عالم اللغة القبطية كرام – عالم اللغة القبطية فالتر تل - الاب بشنتلي سكرتير جمعية الآثار القبطية ....... الخ ) . وتذكر المؤرخة الكنسية الكبيرة أيريس حبيب المصري ( 1910- 1994 ) أنه هو الذي علمها اللغة القبطية حتي أتقنتها تماما .
كما يذكر الأستاذ نبيل فاروق فايز في مقدمة كتابه أن الراهب مكاري السرياني ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة الراحل ) توجه الي منزل الاستاذ يسي عبد المسيح لمراجعة ترتيب طقس رسامة القمص مينا المتوحد (البابا كيرلس السادس بابا الاسكندرية رقم 116 ) وكان القمص يعقوب مويزر قد زودهم بمخطوطة خاصة بطقس الرسامة من المكتبة الرسولية بالفاتيكان ؛ وكان يسي عبد المسيح علي فراش المرض الأخير الذي توفي بعده في 12 مايو 1959 عن عمر يناهز 61 عاما ؛ ولقد قام قداسة البابا كيرلس السادس برئاسة صلاة قداس الأربعين علي روحه الطاهرة في الكنيسة المرقسية بكلوت بك .
ولقد نعاه العديد من الشخصيات الكنسية والعامة ؛ نذكر منهم علي سبيل المثال القمص منقريوس عوض الله أستاذ علم الطقوس في الكلبة الأكليركية ؛وصاحب مجلة تعليم الكنيسة ؛فلقد قال عنه في العدد الصادر عن المجلة في يونية 1959 "ترك دنيانا العالم الجليل والأرخن الكنسي التقي المرحوم يسي عبد المسيح الاستاذ بالكلية الاكليركية ومعهد الدراسات القبطية ؛ وكان المرحوم الأستاذ يسي عبد المسيح حجة في العلوم الكنسية عاش للعلم الكنسي وكرس حياته المباركة لخدمة الكنيسة ؛ تبحر في معرفة طقوسها الكنسية واللغة القبطيةواللغة اليونانية .لقد كان حجة علمية ومرجعا أكيدا لا يكاد يخلو مؤلف قبطي منمجهود مشكور للأستاذ يسي عبد المسيح ؛ إنه المثل الأعلي للرجل المتفاني في حب كنيسته وفي خدمة علومها .لقدأبرز من دفين علوم الكنيسة الشيء الكثير .لقد شعرنا بالخسارة الفادحة لانتقاله ؛فإلي عالم المجد أيها العالم الكبير وعزاء لأسرتك وللكنيسة فيك " .
كما نعاه صديقه مستر برومستر أستاذ اللغة اليونانية بجامعة الاسكندرية في المجلد الخامس عشر من مجلدات جمعية الآثار القبطية الصادر عام 1959 حبث قال "لقد كتبت هذه السطور وفاء لذكري من كان صديقا أمينا ؛ ومعينا مخلصا ؛وعالما مدققا ؛لقد أنتج بحوثا ذات قيمة كبيرة في مختلف الدراسات القبطية ". ؛لقد كان كثير من العلماء يستشير الراحل الكريم في مختلف نواحي الدراسة القبطية ؛فكان يرحب بهم ولا يضن عليهم بكل ما لديه من معلومات ؛وكان واسع الاطلاع وكامل الخبرة في المخطوطات القبطية والعربية المحفوظة في مكتبات الأقليم المصري ؛فضلا عن معرفته التامة لتاريخ الكنيسة القبطية وأنظمتها وطقوسها " .
ولقد أرسل المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ( 1919- 2001 ) برسالة خطية إلي احد أعضاء مجلس إدارة جمعية مارمينا العجايبي فور علمه بنية الجمعية في إحياء مشروع تراث المرحوم الأستاذ يسي عبد المسيح ؛ والخطاب مؤرخ يتاريخ 16 يونية 1982 قال فيه "وإني أرحب بمشروعكم عن دراسة شخصية يسي عبد المسيح ورغبتكم في إنصاف ذلك العالم الجليل من علمائنا الأقباط الذي تتلمذت أنا عليه فترة ما في الشباب المبكر عندما كنت طالبا بالكلية الاكليركية في الثلاثينات وكان هو يقوم بتدريسنا اللغة اليونانية وبعض القبطيات ؛ولكنني بعد ذلك وفي غير ذلك تتلمذنا علي كتاباته ؛وظلت صلتنا به قوية غلي يوم وفاته ؛رحمه الله أوسع رحمة ؛ونيح روحه في فردوس النعيم " .
وعندما قامت جمعية الآثار القبطية بالاشتراك مع جمعية التوفيق القبطية في تكريم العالم الكبير الدكتور عزيز سوريال عطية (1898- 1988 ) تكريما لجهود سيادته في نشر علوم القبطيات بالخارج . وكان ذلك في شهر يونية 1956 . قال سيادته في كلمته" إنه ما كان ينبغي أن ينسي المسؤولون من المهتمين بالدراسات القبطية الأستاذ يسي عبد المسيح وما قدمه من دراسات فتحت الطريق أمام الكثيرين حتي سمعنا عن اهتمام المتحف القبطي بالاشتراك مع اليونسكو في الكشف عن الدراسات الغنوسية Gnosties وعن رسالة توما وترجمتها " .
ولقد أثري العالم الكبير المجلات القبطية بالعديد من المقالات القيمة ؛ فلقد كان يكتب بصفة شبه مستمرة في مجلات ( الكرمة- الإيمان- الأنوار- مدارس الأحد – مجلة جمعية الآثار القبطية – مارجرجس- رسالة المحبة – صديق الكاهن – تعاليم الكنيسة ...... الخ ) . فلقد كتب مقالات عن العديد من الشخصيات والتراجم نذكر منها علي سبيل المثال :-
1-تاريخ حياة المتنيح القمص عبد المسيح صليب المسعودي : مجلة الإيمان يونية 1935 .
2-الأنبا باسيليوس : جريدة الأنوار السنة الأولي عدد 9 .
3- اقلاديوس بك لبيب : جريدة الأنوار – السنة الأولي – عدد 12 .
4- القمص فيلوثاؤس إبؤاهيم بغدادي : السنة الأولي – عدد 13 .
5- المرحوم أمين يوسف من علماء اللغة القبطية : جريدة الأنوار – السنة الأولي – عدد 44 .
6- ديمتريوس البطريرك الثاني عشر (183- 216 ) المشهور بالكرام :جريدة الانوار – السنة الأولي – عدد 19 .
7-أوريجانوس :- جريدة الأنوار – السنة الأولي عدد 20 .
8- العلامة بنينوس : مجلة الأنوار – السنة الأولي – عدد 23 .
9- مارمرقس الرسول :جريدة الأنوار – السنة الأولي – عدد 17 .
10- كيرلس الكبير : جريدة الأنوار – السنة الأولي – عدد 50 .
11- كليمندس السكندري (150- 215 ) : جريدة الأنوار - السنة الأولي- عدد 28 .
12- القديس الأنبا بولا : جريدة الأنوار – عدد 29 .
13- القديس باخومويس : جريدة الأنوار – السنة الثانية – عدد 80 .
14- عيد الست دميانة : جريدة الأنوار - السنة الثانية – عدد 88 .
15- الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين : جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية – الرسالة "صور من تاريخ القبط" .
16- مقدمة كتاب "تاريخ القديس يوحنا القصير ومنطقة أنصنا " للقمص ميصائيل بحر – عام 1957 .
17- مقام السيدة العذراء الجليل في الكنيسة الأولي :مجلة صديق الكاهن – العدد السادس – السنة الثامنة .
18- ذكصلوجيتان للقديس أثناسيوس الرسولي عن مخطوطات قديمة : نشرت في كتاب القديس أثناسيوس الرسولي للأب القمص متي المسكين – مايو 1981 .
كما اهتم بالاعياد والمناسبات الكنسية ؛وكتب فيها عدة مقالات نذكر منها :-
1-مجيء العائلة المقدسة إلي مصر : مجلة الأنوار – السنة الأولي – 1946 - عدد 9 .
2- مجمع مكاني بشأن تاريخ عيد القيامة وحرم قوم يقال لهم الأربعتشرية – مجلة الأنوار- مارس 1947 .
2- عيد الميلاد المجيد: مجلة الأنوار – العدد 25 – يناير 1947 .
3-عيد الميلاد المجيد :مجلة رسالة المحبة – عدد شهر فبراير 1951 .
4- برمونا الميلاد والغطاس :مجلة صديق الكاهن – 1951 – العدد الخامس – السنة الثالثة .
5- أسبوع الآلام والخمسين :- مجلة صديق الكاهن - 1951 – العدد السادس – السنة الثالثة .
6- ليلة سبت الفرح :- مجلة مدارس الأحد – 1956 – العدد الخامس .
7- دراسة مقارنة لطقوس عيد القيامة والخمسين :- مجة مدارس الأحد – 1958 .
وفي نهاية المقال يبقي لنا أمل ورجاء ؛أما الأمل فهو العمل علي جمع بقية المقالات المتناثرة في جميع المجلات ؛وذلك استكمالا للجهد الذي بدأته جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية . أما الرجاء فهو العمل علي جمع وفهرسة وتصنيف كل المراسلات الخاصة بسيادته وسرعة اصدراها في كتاب خاص .