عيد اسطفانوس
(أعداء الله ) هذه العباره كم التلوث الفكرى والسمعى فيها يجعل مجرد سماعها مؤذ لكل اذن عاقله وفكر ناضج ، وقد صارت ليتورجيه يوميه يرددها الجميع دون ما تدبر فى معناها الخطير، حيث تصور (الله جل جلاله)الخالق كقوه مكافئه ومناوئه لعبده ومخلوقه (حاشا )وقد يقررأن يناصبه العداء ومن ثم يبدأ الصراع بين (حزب الله) وحزب أعداء الله ، ويبدأ التجييش المقدس ويعلن النفير العام (هبوا لتنصروا الله) ويزجوا باسم الخالق فى سماه زجا فى وهميات حروب طواحين هواء على الأرض ، والمؤلم المؤذى أنه فى أحايين كثيره وأخرها على الساحه الآن حيث بدأت البكائيات واللطميات فقد خذل الله (حاشا ) حزبه وبدا أن أعداء ألله أو (القوم الكافرين )على وشك ( نصر مبين) ،وأجزم أن التعبير يصطدم بأدنى درجات الضمير الانسانى ، لكن فن اصطناع الغباء يتولاه محترفون قادرون على غسل الأدمغة وازالة أى فلاتر قد تعيق التمييز بين ماهو معلوم بالفطره لانسان حر عاقل وبين ماهو معلوم بالضروره لانسان تم تدجينه فى حظائر وأقفاص مغيب العقل مكبل بسلاسل موروث تراثى لا فكاك منه .
مظهر آخر من مظاهره المتعدده أى الغباء الاصطناعى وهو مفهوم الفوز والخساره النصر والهزيمه ـوبات المنظرون يعرضون أنماطا جديده اختلطت فيها المعايير بل وانقلبت رأسا على عقب ، فما يظهر عيانا بيانا واضحا جليا أنه هزيمه منكرة يكنى عنوة بالنصر المبين ، والعكس صحيح فقد ابتكروا برامج موازيه لبرامج الذكاء الاصطناعى برامج غباء اصطناعى ما أن يتم تطبيق المحتوى عليها حتى تخرج بدرجة غباء ممتازه لها مشجعوها ومدمنوها ، فمائة ألف من القتلى والمصابين ومدينه بحجم دوله تم تسويتها بالأرض ومليونان من البشر تم تهجيرهم وتشريدهم فى العراء كل ذلك لا يكفى أن يكون عنوانا لهزيمه منكره ؟ الا أنه يمكن تمريره على تطبيقات لبرامج الغباء الاصطناعى فيتحول بقدرة قادر الى نصرمؤزر مبين ،وأى محاوله لتصحيح هذه المقاييس هى بدع وضلالات .
وكما يمكن توظيف برامج الذكاء الاصطناعى فى تحسين وتسهيل ورفاهية حياة الانسان والولوج الى المستقبل الرقمى الذى لا مناص من الاندماج فيه ، لكن فى المقابل يكمن أعداء العقل متحفزين لأى بادره خروج عن امسار القطيع لمألوف المتفق عليه، ولازلت أذكر كم البهجه التى غمرتنى عندما وقف وزير اماراتى يخطب فى كنيسه وبذكاء طبيعى غير مصطنع القى كلمة تهنئه هى نموذج لمشاعر السماحه والعيش بين البشر وافدين ومقيمين ومواطنين، وقد اظهر احتراما لعقائد مغايره تماما لعقيدته ليكون نموذج لباقى مواطنيه ويكون حافز لكل وافد ومقيم جاء ليعمل فيرد الجميل عملا متقنا واخلاصا وانتاجا ، فى المقابل يتحرج رئيس وزراء دوله عربيه من مجرد ذكر اسم لمناسبه دينيه تخص مواطنين ملاك أصليين لا وافدين ولا مقيمين ،وهو معذور فبرنامج الغباء الاصطناعى المؤدلج عليه يمنعه من احترام عقائد الغير بل وان أمكن احتقارها ، فهذا ما توارثه وتعلمه ونشأ عليه فقد نشأ على ثقافة ان احترام عقائد الغير تقلل من التزامه نحو عقيدته فهم (أعداء الله جل جلاله) ،ونسى أن كل هؤلاء البشر على هذا الكوكب خلق الهى منحهم رخصة حياه ومنحهم رخصة حريه أيضا ،الا أن برامج الغباء الاصطناعى تأبى الا أن تقسم البشريه الى حزب الله وحزب أعداء الله .
عيد اسطفانوس