د. ممدوح حليم 
٢٩ وفيما هم خارجون من أريحا تبعه جمع كثير، ٣٠ وإذا أعميان جالسان على الطريق. فلما سمعا أن يسوع مجتاز صرخا قائلين: «ارحمنا يا سيد، يا ابن داود!» ٣١ فانتهرهما الجمع ليسكتا، فكانا يصرخان أكثر قائلين: «ارحمنا يا سيد، يا ابن داود!» ٣٢ فوقف يسوع وناداهما وقال: «ماذا تريدان أن أفعل بكما؟» ٣٣ قالا له: «يا سيد، أن تنفتح أعيننا!» ٣٤ فتحنن يسوع ولمس أعينهما، فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه. (متى ٢٠: ٢٩-٣٤)
 
 من المعجزات المؤثرة التى أجراها المسيح والواردة في الإنجيل، تلك المعجزة التي شفى فيها المسيح أعميين ينتسبان إلى أريحا ، وهي معجزة تعكس قدرة المسيح على شفاء المرضى، فبلمسته أبصرا فورا.
 
 كان الأعميان يجلسان على الطريق، الأرجح ليستعطيا، إذ كيف لأعمى أن يعمل ويرتزق. يا لها من حياة مرة فلا بصر بل ظلام، ولا مال بل فقر و احتياج.
 لكن جاءت فرصة حياتهما، لقد سمعا أن يسوع مار أمامهما، ولقد سمعا من قبل أيضا قدرته على شفاء المرضى بكافة انواعهم.
 
 هذه فرصة حياتهما. إن الفرص لا تتكرر كثيراً ، وربما لا تتكرر على الإطلاق. وجدا في يسوع الأمل، وجدا فيه الشفاء، وجدا فيه النور.
 
  صرخا بصوت مرتفع: ارحمنا يا سيد يا ابن داود. كررا الصراخ. إنها صرخت البؤساء والمحرومين والتعساء.....
 
طالبهما الناس أن يسكتا. كيف ذلك ؟ . إن الناس لا يشعرون بمتاعب بعضهم البعض. ليس مهما كثيرا بالنسبة لهم أن يبصرا. كان صراخهما يزداد، لم يتركا الناس يضيعون عليهم الفرصة.
 
سألهما يسوع: ماذا تريدان أن أفعل لكما؟ إنه سؤال يسأله يسوع لكل من يأتي إليه بما في ذلك أنت. ماذا تريد مني؟
 
لقد تحنن عليهما المسيح ، فهو لا يعرف سوى الحنان. ولمس أعينهما، فأبصرا. ولمسته تشفي وتحرر . 
 
ما أحوجنا إلى لمسه المسيح التي تغير الحياة، وتحولها من الظلمة إلى النور. وفي النهاية نتبعه.