محرر الاقباط متحدون
البابا فرنسيس .. في أعقاب لقائه مع الأطفال والفتيان توجه البابا فرنسيس إلى مدرّج فيرونا التاريخي حيث شارك في لقاء بعنوان "مدرّج السلام: العدالة والسلام سيتلاثمان" نظمته جمعيات وحركات تعمل من أجل بناء السلام وإرساء أسس العدالة والاعتناء بالبيت المشترك.
حاول البابا أن يجيب على أسئلة طرحها عليه بعض المشاركين في اللقاء وقال إن الإنجيل يدعونا للوقوف إلى جانب الصغار والضعفاء والمنسيين، مذكراً بأن الرب يسوع نفسه هو من دعا إليه الصغار والمهمشين ووضعهم في المحور، وقدّمهم للآخرين كشهود لتغيير ضروري وممكن. وشدد فرنسيس في هذا السياق على أنه بغية وضع حد لكل شكل من أشكال الحروب والعنف لا بد من الوقوف إلى جانب الصغار واحترام كرامتهم البشرية والإصغاء إليهم والسعي إلى إسماع صوتهم. وقال إن هذا هو الارتداد الذي يبدل حياتنا وحياة العالم.
هذا ثم تطرق البابا إلى التعب والإحباط السائدين في مجتمع اليوم وقال إن التحدي الأكبر الموجود أمامنا هو أن نسير في عكس التيار كي نعيد اكتشاف الإيقاع الطبيعي للحياة، وهذا الأمر يتطلب توفير الشروط الملائمة من حيث العلاقات والأماكن. وأكد أنه لا يتعين علينا الانطلاق من نقطة الصفر، لأننا نستطيع أن نجد كنوزاً من الحكمة والخبرة في الثقافات الأخرى.
تابع البابا كلمته متطرقا إلى التوترات والحروب، مشيرا إلى أننا نفكر غالباً أن الخروج من هذا الوضع يتطلب تجاهل المشاكل، بيد أن هذا الأمر يؤدي إلى تفاقم أوضاع الظلم ويولد الاستياء والإحباط، اللذين يمكن أن يُترجما إلى أعمال من العنف. ودعا البابا إلى الإقرار بوجود التوترات والصراعات التي هي جزء من الحياة شرط ألا يصل الأمر إلى حد العنف. وقال إنه يجب ألا نخاف من الاختلافات في الآراء وعلينا أن نوفق بينها.
ختاما وجه البابا للمشاركين في اللقاء كلمة قال فيها إن العالم يحتاج إلى التطلع إلى النساء لإيجاد السلام. وشهادات النساء، اللواتي يبنين الجسور بشجاعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تؤكد ذلك. وعبر فرنسيس عن قناعته بأن مستقبل البشرية ليس فقط في أيدي القادة العظماء والقوى العظمى والنخب، بل هو في أيدي الشعب قبل كل شيء.
وتوجه البابا إلى الأشخاص الذين يعملون على نسج الحوار في الأرض المقدسة قائلا لهم: اطلبوا من قادة العالم أن يصغوا إلى صوتكم، وأن يشركوكم في عمليات التفاوض، حتى تولد الاتفاقات من الواقع وليس من الإيديولوجيات. وأضاف فرنسيس في الختام أن السلام لن يكون أبدا نتيجة لانعدام الثقة والجدران والأسلحة الموجهة ضد الآخرين. وقال للحاضرين: دعونا لا نزرع الموت والدمار والخوف. دعونا نزرع الأمل.