أيمن زكى
تعيد الكنيسة في هذا اليوم من سنة 1485 ش. (18 مايو سنة 1769م) بتذكار نياحة قداسة البابا مرقس السابع البطريرك (106) وكان هذا البابا من ناحية قلوصنا من أعمال أبرشية البهنسا وكان اسمه سمعان وذهب أولا إلى دير أنبا أنطونيوس وهو شاب صغير السن وأقام فيه مدة وكان يتردد علي ديري أنبا أنطونيوس وأنبا بولا ولبس زي الرهبنة ورسم كاهنا بدير أنبا بولا بجبل نمرا.
ولما تنيح قداسة البابا يوأنس السابع عشر البطريرك (105) وقع الاختيار عليه ليخلفه علي الكرسي البطريركي فأحضروه من ديره ورسموه بطريركا في يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر بشنس سنة 1461 ش. (30 مايو سنة 1745 م.) تذكار دخول المسيح أرض مصر وكان هذا البابا رحوما شجي الصوت فصيح اللسان وبعد سنتين من رئاسته حصلت فتنة عظيمة بين العسكر في مصر قتل فيها كثير من الأمراء وهرب البعض منهم إلى الصعيد ثم هاجروا إلى الحجاز وأزال الله عنهم هذا الشدة بعد أن ظلت قائمة مدة من الزمن.
وقد قاسي هذا البابا في تلك الأيام شدائد وأهوالا كثيرة أحيانا من المخالفين وأخري من الشعب.
وحالما انتهت الضيقة الخارجية بدأت الضيقة الداخلية إذ بادر الكاثوليك برسم أول أسقف على "الشعب القبطي الكاثوليكي"، ومن سخريات القدر أن رسموه باسم "أثناسيوس" وأقام هو في أورشليم، وأقام نائبا عنه في مصر اسمه "يسطس المراغي".
وقد قام هذا البابا برسامة الأنبا بطرس مطرانا علي الوجه القبلي ليرعى قطيعه خوفا عليهم من الذئاب الخاطفة.
وفي آخر أيامه تنيح الأنبا يوأنس الرابع عشر مطران كرسي أثيوبيا الثالث بعد المائة من مطارنة أثيوبيا وحضرت إليه بعثة من ملك أثيوبيا لرسامة مطران فرسم لهم قبل نياحته بستة اشهر الأنبا يوساب الرابع ولم يبرح القطر المصري إلا بعد نياحة البابا البطريرك.
وقد عاجلته المنية عندما كان مقيما بكنيسة السيدة العذراء بدير العدوية جهة المعادي بضواحي مصر وقبيل صعود روحه الطاهرة رأي الأبوين العظيمين أنطونيوس وبولا حاضرين في الساعة الثانية من نهار الخميس المبارك وكانت الكنيسة تحتفل فيه بتذكار عيد القديسة الطاهرة الشهيدة دميانة وتذكار رئيس الملائكة ميخائيل وتذكار القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم
وبعد نياحته مباشرة نقلوه في مركب وأحضروا جسده الطاهر إلى دير البطل العظيم مار جرجس ووضعوه بدير الراهبات تحت المقصورة.
وفي يوم الجمعة 13 بشنس حضر من المطارنة الأنبا يوساب مطران كرسي أثيوبيا والأنبا بطرس مطران الصعيد وجميع القمامصة والقسوس والشمامسة وسائر الأراخنة وغسلوا وجه البابا المتنيح ويديه ورجليه بماء الورد والحنوط الثمينة وألبسوه ملابسه الكهنوتية ووضعوه في تابوت وحملوه وأمامه الكهنة بالمجامر والشموع والرايات والنواقيس إلى أن وصلوا به إلى كنيسة مرقوريوس أبي سيفين حيث صلوا عليه بما يليق بكرامته ودفنوه بمقبرة الآباء المباركة. وقد أقام علي الكرسي البطريركي مدة 23 سنة و11 شهرا و18 يوما وعاصر من السلاطين محمود الأول وعثمان الثالث ومصطفي الثالث وخلا الكرسي بعده خمسة أشهر وخمسة أيام.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لربنا المجد دائما أبديا امين...