محرر الأقباط متحدون
البابا فرنسيس .. دور الجامعات والتربية وكيفية إسهامها في تأسيس عالم أفضل، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله مجلس إدارة جامعة لويولا اليسوعية في شيكاغو حيث أشار أيضا إلى استلهام الجامعة من تقاليد الرهبنة اليسوعية وروحانية القديس اغناطيوس دي لويولا.

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين أعضاء مجلس إدارة جامعة لويولا اليسوعية في شيكاغو الأمريكية. وفي بداية كلمته رحب الأب الأقدس بالجميع في حجهم هذا إلى الأماكن التي وُلد فيها وكبر القديس اغناطيوس دي لويولا، وتابع قداسته مشددا على أن الانطلاق في مسيرة هو أمر نموذجي للذين يبحثون عن معنى الحياة، وشجع بالتالي ضيوفه على الحفاظ في أعماقهم على هذه الرغبة في السير، في الحج. وواصل البابا فرنسيس معربا عن ثقته في أن خبرة زيارة الأماكن التي شكلت حياة القديس اغناطيوس دي لويولا وروحانيته قد أثْرتهم وألهمت مسيرة التكوين على الصعيدين الأكاديمي والشخصي. ووصف قداسة البابا هذه بزيارة إلى الجذور مشددا على أهمية هذه العودة إلى الجذور من أجل السير إلى الأمام، فمن الجذور يتم اكتساب القوة، قال البابا وشجع ضيوفه بالتالي على العودة إلى الجذور للتمكن من السير قدما.

توقف البابا فرنسيس بعد ذلك في حديثه إلى أعضاء مجلس إدارة جامعة لويولا في شيكاغو عند جذور هذه الجامعة فقال إن جذور هذه المؤسسة الأكاديمية تعود إلى خبرة مؤسس الرهبنة اليسوعية الذي وضع الله دائما في المركز وكان في بحث دائم عن مشيئة الله. وتابع الأب الأقدس أن هذا كان يعني بالنسبة للقديس اغناطيوس دي لويولا الخدمة. وواصل البابا قائلا لضيوفه إن مسيرة هذا القديس الروحية، والتي طبعها التمييز والعمل من أجل العدل، تواصل إلهام وتوجيه حياتهم وعملهم، وشدد مجددا على أهمية السير إلى الأمام من أجل الخدمة.  

أشار الأب الأقدس في كلمته بعد ذلك إلى استلهام جامعة لويولا من تقاليد الرهبنة اليسوعية القائمة على التمييز والعمل. وقال للحضور إن هذه التقاليد تدعوهم اليوم إلى البحث عن الحقيقة من خلال الدراسة الجدية والإصغاء بانتباه والعمل الشجاع. وشجع البابا فرنسيس بالتالي أعضاء مجلس إدارة الجامعة على مواصلة هذه المسيرة وأن يكونوا شهودا للرجاء في عالم غالبا ما تطبعه الانقسامات والنزاعات، وأضاف هنا أن النزاعات تدفعهم إلى العمل والسير وإنماء حس نقدي وقدرة على التمييز وتَنبُّه إلى التحديات العالمية، وأيضا إلى أن يطرحوا بشكل متواصل التساؤل حول كيفية أن تساهم جامعتهم في جعل العالم مكانا أفضل.

تحدث البابا فرنسيس بالتالي عن الدور الهام للمؤسسات الأكاديمية وذلك في لحظة تاريخية تتميز بتغيرات سريعة وتحديات مركبة. وقال قداسته لضيوفه أن عليهم مهمة لا فقط تكوين عقول ذكية ولكن أيضا قلوب سخية وضمائر متنبهة إلى كرامة كل شخص. وتابع الأب الأقدس متحدثا عن التربية مشيرا إلى أنها تتم على ثلاثة مستويات، العقل والقلب واليدين، ما يعني تفكير الشخص فيما يشعر به وما يفعل، الشعور بما يفكر فيه وما يعمل، ثم عمل ما يفكر فيه وما يشعر به، وذلك شرط القيام بهذا في تناغم، قال البابا فرنسيس. ثم واصل قداسته أن التربية، وإلى جانب كونها نقلا للمعارف، هي أيضا التزام ومنهج لتكوين أشخاص قادرين على تجسيد قيم المصالحة والعدالة في جوانب الحياة المختلفة. وأضاف البابا فرنسيس أن العقل والقلب والأيادي لا يمكنها أن تنمو بشكل جيد بصورة منفصلة، ففقط معا يمكنها المشاركة في واقع الزمن واحتياجاته. وأعرب قداسة البابا لضيوفه عن الرجاء في أن يكوِّنوا أشخاصا حالمين فاعلين وأن يكونوا هم أيضا هكذا. وشدد في هذا السياق على الحاجة إلى الحلم من أجل السير قدما في الحياة، وأضاف أن مَن يتوقف عن القدرة على الحلم يفتقر إلى الإبداع والشاعرية الضرورية للحياة.   

وواصل قداسة البابا كلمته إلى أعضاء مجلس إدارة جامعة لويولا اليسوعية في شيكاغو مشجعا إياهم على إنماء الفضول الفكري وروح التعاون والحساسية إزاء تحديات الحقبة التي نعيشها وذلك من خلال مواصلة إرث القديس اغناطيوس. وتحدث الأب الأقدس عن الحاجة إلى رجال ونساء على استعداد لوضع قدراتهم في خدمة الآخرين والعمل من أجل مستقبل يمكن فيه لكل شخص أن يطور قدراته وأن يعيش بكرامة واحترام، مستقبل يجد فيه العالم السلام. وأشار البابا فرنسيس هنا إلى أن اليوم وفي أزمة النظام العالمي يبدو أننا نفتقد إلى آفاق رجاء، وبدون رجاء لا يمكن العيش، قال قداسته وشدد على ضرورة عدم نسيان الرجاء الذي وصفه بمرساة الحياة التي لا تُخَيب أبدا.

هذا وأراد قداسة البابا في ختام كلمته إلى أعضاء مجلس إدارة جامعة لويولا من شيكاغو، الذين استقبلهم صباح اليوم الاثنين ٢٠ أيار مايو، تحفيزهم على الاهتمام بالحوار بين الثقافات وبين الأديان باعتباره أداة لتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون وبناء جسور بين التقاليد والثقافات والرؤى حول العالم المختلفة. بارك الأب الأقدس بعد ذلك الجميع مؤكدا مرافقته لهم في مسيرتهم، والتي هي مسيرة معرفة وخدمة حسبما ذكر. أكد قداسته من جهة أخرى صلاته من أجلهم سائلا إياهم أن يُصلوا من أجله.