ياسر أيوب

الاستئذان فى الانصراف ليس من الضرورى أن تسبقه أخطاء وإخفاق وأزمات، إنما قد يأتى هذا الاستئذان وصاحبه يعيش قمة التألق والنجاح.. لكنه فقط شعر بأنه قد لا يستطيع تحقيق ما هو أكثر.. فالغياب أحيانا قد يعنى مزيدا من الحضور.. وأن يتساءل الناس لماذا الرحيل بالتأكيد أفضل كثيرا وجدا من أن يتساءلوا عن سبب الاستمرار والبقاء.

 

ووسط انشغال كثيرين، سواء فى إنجلترا والعالم كله بحفل وداع يورجن كلوب ورحيله عن ليفربول ومدربين آخرين سيتركون أنديتهم نتيجة إقالة أو استقالة.. فوجئ الجميع بالمدرب الإسبانى جوارديولا يتحدث عن قرب رحيله عن مانشستر سيتى.. وأسباب كثيرة كانت التفسير والدافع لهذه المفاجأة.. فجوارديولا تحدث عن الرحيل بعد يوم واحد فقط من قيادة مانشستر سيتى للفوز بالدورى الإنجليزى.

 

رابع دورى على التوالى لمانشستر سيتى بقيادة جوارديولا والدورى السادس من تولى جوارديولا مهمة القيادة الفنية للنادى، وأصبح جوارديولا ثانى أكثر المدربين فوزا بالدورى الإنجليزى بعد السير أليكس فيرجسون الذى قاد مانشستر يونايتد لبطولة الدورى 13 مرة.. لكن جوارديولا هو الوحيد الفائز بالدورى أربعة مواسم متتالية.. وتخيل الجميع أن جوارديولا سيتفرغ بضعة أيام للاحتفال وممارسة الفرحة بإنجازه الكروى الكبير وسابق نجاحاته مع مانشستر سيتى التى لا أول لها أو آخر.

 

الدورى وكأس الاتحاد وكأس الرابطة فى إنجلترا وكأس دورى أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.. نجاحات أهدت جورديولا لقب المدرب الأفضل فى العالم والأكثر نجاحا أيضا.. مناخ وأجواء وتفاصيل لا تسمح مطلقا بالتفكير فى الانصراف والغياب.. فإدارة مانشستر يونايتد وجماهير النادى وكثيرون جدا فى إنجلترا والعالم لم يعد بإمكانهم تخيل مانشستر سيتى بدون جوارديولا.

 

ورغم كلام كثير وجميل قاله جوارديولا عن ليفربول ويورجن كلوب وأرسنال وأرتيتا وأنه لولا المنافسة الدائمة معهما ما كان مانشستر سيتى قد احتفظ بقوته.. ورغم تأكيد جوارديولا مثل أى مدرب كبير وعظيم على أن الفضل الأول فى الانتصار يرجع للاعبى مانشستر سيتى وجماهيره وإدارته وأدوار هؤلاء كانت أهم من دوره هو مع الفريق.

 

إلا أنه من الواضح أن جوارديولا بقدر امتلاكه لموهبة التدريب والقدرة على الابتكار الكروى، لكنه أيضا يمتلك الذكاء الذى يجعله يعرف متى يتوقف أو يدرك أنها النهاية التى قد يعقبها تراجع الأداء والنتائج.. فالنجاح قد يمنح كثيرين غرورا تبهت معه ملامح الحقيقة والواقع.. لكن لا يستطيع هذا الغرور الانتصار على من لم يفقدوا القدرة على الرؤية والتفكير.

 

ويملك جوارديولا الحق فى التلميح إلى أن الموسم المقبل هو الأخير له مع مانشستر سيتى.. والحق أيضا فى إعادة الحسابات ومواصلة النجاح مع ناد جديد فى مكان آخر.

نقلا عن المصرى اليوم