كمال زاخر
اصدقكم القول اننى طوفت فى حدائق الأديان والفلسفات وحتى صحراء الملحدين، فى شبابى، بقدر استيعابى وبتدرج الوعى.
وبعد معاناة روعتنى وذهبت بى الى مسارات ذهنية وروحية متضاربة، وجدت فى شخص المسيح وسيرته وكلامه ما يشبع قلبى وعقلى.
ابتداء من القاعدة التى انطلق منها وبنى عليها دعوته وهى المحبة المطلقة غير المنكورة وغير المتكررة وغير المنقوصة.
ومن خلالها امكننى استيعاب تجسده وحتمية موته (بهذا الجسد) وقيامته التى اعلن بها انتصاره المتفرد على الموت، وصعد الى السموات، والتى لم يغادرها لكونه الهاً، يقدر بذاته ان يملأ الكل وفى الكل، لكونه إلهاً.
كانت كلمة السر هى التجسد، ليأخذ الذى لنا (النفس الانسانية والجسد) ويعطينا الذى له (الديمومة والابدية) ولم يتركنا بل ارسل لنا الروح القدس يمكث ويدوم معنا وفينا، معزيا ومذكرا بكل ما قاله لنا حال تجسده.