رجل مسن ساقه القدر إلى تكرار تجربة زواجه مرتين، أنجب شابا من الأولى وآخر من الثانية لكنه استقر في نهاية المطاف رفقة الجديدة ليقضي معاها آخر أيامه إلا أن نهايته صدمت الجميع وصارت حديث أهالي مركز أوسيم شمال الجيزة.
داخل منزل بسيط جلس صاحب الـ88 سنة منزويًا في أحد أركانه يستمتع بلحظات من الهدوء في غياب الزوجة والابن لكنها دقائق قليلة تبدلت معها حالته المزاجية.
زوجته الثانية طلبت منه مبلغا ماليًا "عايزة 10 جنيه أجيب عيش" لكنه أخبرها "مش معايا فلوس ما أنت عارفة البير وغطاه" -في إشارة إلى حصوله على المال من أهل الخير كنوع من العطف- ما أثار غضب السيدة الستينية.
تأزم الموقف بمشادة كلامية بين الزوجين تبادلا خلالها السب ليتدخل ابنه "تاجر خردة" ليس للفصل بينهما لكنه انحاز إلى من حملته في بطنها 9 أشهر وأمسك "شبشب" اعتدى به على أبيه في مشهد لا يستوعبه العقل.
لم يكتف الشاب صاحب الـ25 بيعًا بضرب أبيه على رأسه ودفعه بقوة ليسقط فاقدًا للوعي بعد وصلة أكروباتية على درجات السُلم دخل بسببها في غيبوبة نُقل على إثرها إلى المستشفى؛ أملاً في نجاته لكنه فارق الحياة بعد يومين متأثرًا بإصابته.
بهدوء وصمت أحضر الابن العاق مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على أبيه ومن ثم التصريح بالدفن ليسرع ووالدته بإتمام مراسم الدفن في مسقط رأسه بمحافظة المنوفية ظنًا أن فعلتهما ستمر دون مساءلة لكن ما من جريمة كاملة.
بعد 4 أيام، استيقظ ضمير الجارة وروت لابن الضحية الثاني "مدرب كاراتيه" ما شاهدته في اليوم المشؤوم "يومها سمعت صوت خناق وزعيق وأخوك زق أبوك وقعه على السلم".
لم يتردد الابن في إبلاغ الشرطة، توجه إلى مكتب رئيس المباحث المقدم مصطفى كمال وقص عليه رواية الجارة ليستدعي المشكو في حقهما ويناقشهما في الاتهام الموجه إليهما.
محاولات الأم والابن لتضليل رجال المباحث تارة والمراوغة أخرى سقطت أمام حنكة ضباط قسم أوسيم بقيلدة العميد عمرو حجازي والمقدم مصطفى كمال واعترفا بارتكاب الواقعة لتأمر النيابة العامة باستخراج الجثة وتشريحها.