حمدى رزق

تبنى CNN الخطاب الإسرائيلى المراوغ بشأن اتفاق الهدنة، وتسخير شاشاتها لتقرير (كاذب مكذوب منسوب لمصادر مجهولة)، يغمز فى قناة الوسيط المصرى النزيه، يؤشر على نقلة نوعية فى المعركة الإعلامية القذرة التى تنتهجها حكومة «نتنياهو» فى مواجهة الموقف المصرى الرصين الذى يعنى بإيقاف حرب الإبادة ما استطاع إليه سبيلا.

 

انفراد الإسرائيليين بشاشة CNN طوال الحرب على غزة، وتصدير موقف إسرائيلى مراوغ، بزعم حيادية ومهنية مفتقدة تماما، ينطبق عليه القول الشائع، «رمتنى بدائها وانسلت» أى عيرتنى CNN بما فيها، وزعمت كذبا مفضوحا!!.

 

التطور الحادث فى المعركة الإعلامية على الساحة الدولية، يحتاج إلى وقفة مصرية حازمة، وكما قلبت الدبلوماسية المصرية الطاولة على رأس «حكومة نتنياهو» المتغطرسة فى المحكمة الجنائية الدولية، دعما للقضية الفلسطينية، يستوجب تحركا إعلاميا مغايرا بنهج جديد كالذى انتهجه الأستاذ «ضياء رشوان» رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، فى بيانه الرصين، ردا عقلانيا لا يخاصم منبرًا بحجم CNN، ولا يحلها أبدا من التكذيب الصريح لمزاعمها.

 

أخشى، المتحدثون بالموقف المصرى على الشاشات الدولية لا يعبرون جيدا عن عدالة الموقف المصرى فى حرب غزة، أخشى لغيبة المتحدثين الثقات (باللغات الأجنبية) الذين يعبرون بثقة ومعلوماتية عن الموقف المصرى الرشيد.

 

شاشة CNN ومثيلاتها فى الفضاء الإعلامى الدولى وطوال فترة اجتياح غزة تبخ سما، وكأن دولتى الوساطة (مصر وقطر) منحازتان لحماس، وتعرقلان الاتفاق لأغراض!

 

هم ومشغلوهم يعلمون ما وراء الأكمة، وبح صوتنا وأشقائنا فى قطر على الإسرائيليين، لإبرام اتفاق هدنة (عادل ملزم) يحفظ على الرهائن حيواتهم، ويحفظ للغزيين حيواتهم، (حياة مقابل حياة)، توطئة لإيقاف الحرب وصولا إلى حل الدولتين.

 

فليراجع مسؤولو CNN تقريرهم الأخير وجل تقاريرهم المنسوبة لمصادر مصرية مجهولة، ويقفوا (لا فى ظهر الحق العربى باعتباره حقا عادلا)، فهذا آخر ما يتوقع منهم، ولكن أقله بعدالة مع مواقف الوسطاء العاملين بدأب وصبر على الهدنة.

من يعرقل الاتفاق معروف ولا تخطئه عين مراقب، ومن الذى نكص، عادَ على عَقِبَيْهِ، فى الساعات الأخيرة عن الاتفاق الذى رعته (إدارة بايدن)، وعلى أعين «وليام بيرنز» مدير وكالة المخابرات المركزية.

 

معلوم من خاصم الاتفاق بعد أن وافقت عليه «حماس» بنصيحة مصرية مخلصة، بعد ماراثون حوارى جرى فى ظل نيات طيبة وجهود مخلصة من الجانب المصرى بمعاونة صادقة من الوسيط القطرى، قوبلت باستعلاء إسرائيلى انتهى بتعليق المفاوضات فى الساعات الأخيرة ما أحبط أنصار السلام حول العالم.

 

ومن الذى يمارس قتل الأطفال والنساء وقصف الملاجئ والمستشفيات، ومن يتحرش بالحدود المصرية تجاه «محور فيلادلفيا»، دون اكتراث بالمعاهدات المانعة، والتصرفات الأحادية بالغة الضرر التى يمارسها الجانب الإسرائيلى دون اعتبار لاتفاق المعابر.

 

وتسمع عجبًا من جانب «يسرائيل كاتس» وزير خارجية جيش الاحتلال، بأن مصر تغلق معبر «رفح» فى وجه المساعدات الإنسانية، وهم من يقصفونه من أول يوم من الحرب على غزة.

 

لا نطلب مهنية من CNN، ولا مثيلاتها، ولا نطلب موقفا مناصرا للقضية الفلسطينية من صهاينة، نطلب فحسب موضوعية فى تقاريرها التى تبثها على العالم، بفجور مهنى يخزق العيون.

 

خلاصته: «لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادى».. الغرض مرض كما يقولون.

نقلا عن المصرى اليوم