سحر الجعارة

التعريف الوحيد لكلمة "البلوجر" هو على "ويكيبديا" و يعرف المصطلح بأنه يطلق على الشخص الذي يدير أي نشاط تجاري، وذلك من خلال نشر محتوى منتظم عبر الإنترنت يلهم به جمهورا معينا أو يثقفه، فهو يحاول دائما يعطي رأيه، والبلوجر يكون عدد متابعيه أقل من الإنفلونسر.

 

ولكن بالتطبيق العملى لظاهرة "الفيديو بلوجر" التى انتشرت على السوشيال ميديا سوف تجد أن المحتوى هو "عك بامتياز" أى شخص بيفتى فى أى مجال دونما تخصص أو دراسة أو معرفة، من التى تقرأ الطالع وترد الحبيب إلى التخسيس والفاشون والإتيكيت وحتى التحليل السياسي والرقص والدين: (أى بضاعة تجيب فلوس).

 

وأشهر ما نعرفه عن فتيات تيك توك هو القضايا الشهيرة لمتهمات بخدش الآداب العامة والإتجار بالبشر وفى المقابل كان لابد أن يدخل عنصر "التدين ولا أقول الدين" بحثا عن الانتشار السريع وتحقيقا لثروات "بعيدا عن أعين الضرائب" وهناك كان مولد الداعية إلى الفتنة "فدوى مواهب" المخرجة المعتزلة، خاصة وقد اقتحم قبلها المجال مبروك عطية ثم عبد الله رشدى.

 

اختارت "مواهب" جمهورها بعناية الطبقة الراقية أطفال المدارس الإنترناشيونال، (لمن لا يعرف بعضها لا يدرس الدين ولا اللغة العربية)، وفى أرقى الكومبندات السكنية تعقد مواهب "حلقة تصوير" لأفكارها المدمرة وفتاويها العبثية بدءا من "العرش بيت الله" مرورا بأن الشياطين تدخل البيوت عند غروب الشمس ونصيحتها للأطفال بطرق غريبة لتجنبها قائلة: "الشياطين عند غروب الشمس بتجري في الشوارع وممكن تخش أي بيت" وغرس العنصرية فى قلوب الصغار "المسلم لا يصاحب إلا المسلم ليدخل معه الجنة" حتى وصلنا إلى سربراااايز الهوت شورت حرام أمام الأب والأم، وقالت: «لابسة بيجاما هوت شورت دي عورة.. أه باخد سيئات اه"!!.

 

ما أعطى "مواهب" مصداقية هو وصف الإعلامية "رضوى الشربينى" - معبودة النساء- على إنستجرام لها بأنها "صديقة العمر" وكما نعلم فالأمهات هن من يحددن "المُدرسة- إن كان هذا الوصف ينطبق عليها"، لكن هذا لم يكن كافيا إنها تحتاج إلى "ختم الأزهر" المؤسسة الدينية الرسمية: قبل حوالى الشهر أعلنت "فدوى" عن تعاون وشيك مع مجلة نور التي تصدر عن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، على التعاون المتوقع بين البلوجر فدوى مواهب، مما أثار الصخب والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعى.

 

وصرحت رئيس تحرير مجلة نور التابعة للأزهر للصحافة وقتها بأن: فدوى بتقدم فصول ودروس للأطفال في المدارس الإنترناشونال، ومتواصلة مع أمهات الأطفال بتلك المدارس، وهي تحاول النزول إلى عقلية هؤلاء الأطفال الذين يدرسون بتلك المدارس، وغالبا تكون اللغة العربية لديهم ليست على ما يرام، وجاء هذا التعاون حتى تحصل على سلاسل الكتب وقصص القرآن وقصص الأنبياء التي تقدم بمجلة نور التابعة للأزهر الشريف، لكي يتم تقديمها لهؤلاء الأطفال من خلال مادة موثوق بها ومراجعة من قبل الأزهر الشريف.

 

وفى رد فعل سريع "استجابة ربما لضغط الرأى العام"، قالت إدارة مجلة نور في بيان، أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، فإدارة المجلة حريصة كل الحرص على الحفاظ على منهج الأزهر الشريف، مشيرة إلى أن إصداراتها تراجع من قبل كبار علماء الأزهر (!!).

 

وأهابت المجلة بمتابعيها الحصول على أخبارها المعتمدة من المصادر الرسمية التابعة لها، فلا يعد استقبال أحد أعضاء مجلس إدارة المجلة لبعض الشخصيات للحصول على إصداراتها كمسوغ للترويج على أنه تعاون مشترك.

 

وفى تطور غريب ومريب تدخل داعية الكراهية "عبدلله رشدي"، صاحب الهاشتاج الشهير "الأزهر قادم" ليدعم "مواهب" فى مواجهة المجلة (وكذلك الأراء العلمية التى نشرتها المقال السابق)، قائلا: "‏يجب على المرأة ستر ما بين السرة والركبة عن أعينِ النساء ولو كانت أمَّها، وبذا فلا يجوز للمرأة أن تُبديَ للنساء ما زاد عن ذلك ولو كان في محفل نسائي خاصٍ ولو في حوض سباحة خاصٍّ بالنساء"!!.

 

هذه المعركة الغرض منها أن تجد الرأين وحين تحتار لا تسفت قلبك ولكن تسير كالأعمى خلف داعية الفتنة الذى أعطاها الترخيص !.

 

وعلى مستوى آخر تقدمت المحامية "نهاد أبو القمصان" ببلاغ إلى المستشار النائب العام، وقالت أبو القمصان فى فيديو على صفحتها الرسمية على موقع "فيس بوك": "دي واحدة منتحلة صفة مدرسة أو داعية، وعلى حسب معلوماتي هي مخرجة كليبات سابقة، وتتهم الآباء والأمهات بالانحرافات الجنسية ومرض غرام الأطفال الذي قد يعرض الفتيات فى سن المراهقة إلى التحرش من الأم والأب".

 

 

كل ما أتمناه هو التعامل مع هذا البلاغ بجدية شدية: أنقذوا أطفالنا من العبث بعقولهم وبث الأفكار المتطرفة فيها والمزايدة عليهم فى "بيزنس الدعوة".

نقلا عن الوطن