ياسر أيوب
قبل دخول الكهرباء ومعها مكبرات الصوت.. كانت القرى المصرية تستخدم الطبلة إعلانا للزفاف أو وفاة أحدهم.. نفس الطبلة لكن اختلاف الإيقاع كان عنوانا للفرح أو الحزن.. ولم يكن المصريون وحدهم الذين قاموا باستخدام الطبلة كوسيلة لنقل الأخبار.. فالبداية كانت فى الصين وبعدها قبائل إفريقية كثيرة استخدمت الطبلة بديلا عن اللغة.. لكن الإغريق كانوا أول من استخدم الطبلة فى المناسبات واللقاءات الرياضية.
وقبل الحديث عن رحلة الطبلة من دورات أوليمبية فى العصر القديم إلى ملاعب كرة القدم فى العصر الحديث.. يمكن التوقف أولا أمام المهرجان الدولى للطبول الذى تنظمه وزارة الثقافة وستبدأ دورته الجديدة اليوم عند بوابة النصر فى القلعة بمشاركة 30 فرقة تراثية مصرية.. ويمكن أيضا الحديث عن الطبلة التى كانت موضوعا لكثير جدا من الكتب والدراسات التاريخية منذ اخترعها الصينيون قبل آلاف السنين ولماذا تم اختيارها بالتحديد لمرافقة جيوش الحروب القديمة.
والاجتماعية منذ أن كانت تلقى التقدير والاهتمام داخل المعابد لكن تم تحريمها فى غرب أوروبا فى العصور الوسطى قبل أن ي
وعلى الرغم من انتشار واحترام تعبير علمى فى 1993 هو تأثير موتسارت.. والمقصود به أن الاستماع لموسيقى موتسارت يزيد الذكاء مما يدل على تأثير الموسيقى على الإنسان.. إلا أن الطبلة سبقت ذلك كله بوقت طويل جدا.. وحين بدأت أسكتلندا فى نهايات القرن 19 ثم الأرجنتين فى بداية القرن الماضى ثم باقى أوروبا والعالم استخدام الطبلة فى ملاعب كرة القدم.
اكتشف الناس سحرا جديدا للطبلة قبل وأثناء اللعب فسره فيما بعد علم النفس وعلم الجسد.. فغير إضفاء الحماس على اللاعبين وتوحدهم مع جماهيرهم فى المدرجات.. تجعل الطبلة أيضا الجسم أكثر مرونة وانسيابية.. ويصبح تأثير الطبلة أحيانا أقوى وأهم من تعليمات أو صراخ المدرب.. فهى تزيد التركيز وتقلل بنسبة كبيرة الإحساس بالتعب.. وأثبتت تجارب كثيرة حديثة أن أول ما يتأثر بالطبلة أثناء اللعب هو المخ نتيجة موجات بيتا وبعده عضلات الجسم.
ومع الطبلة يصبح مخ اللاعب أكثر قدرة على إيجاد حلول ويصبح اللاعب نفسه أكثر عطاء وصلابة وحماسا.. وكل ذلك بالطبع يتوقف على انتماء الطبلة، وهل هى للفريق أم الفريق المنافس.. وأكد كثيرون أن ما قامت به الطبلة مع كرة القدم يعادل أو يزيد عما قامت به مع الجيوش.
نقلا عن المصرى اليوم