كتب - محرر الاقباط متحدون 

ترأس الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر،  القداس الإلهي في كنيسة رؤساء الملائكة بمنطقة الظاهر بالقاهرة، وقام بخدمة القداس الإلهي المتقدم في الكهنة راعي الكتيسة الأب/ يوسف داروس.
 
وألقى نيافته عظة بمناسبة أحد المخلع:
 
"باسم الآب والابن والروح القدس
الأحباء بالرب يسوع المسيح، في رسالة اليوم توجد معجزتان للقديس بطرس الرسول - بعد قيامة يسوع المسيح وصعوده وحلول الروح القدس على التلاميذ - الأولى شفائة للمخلع والثانية إقامته لطبيثا المَيْتة. وفي إنجيل اليوم توجد معجزة ليسوع المسيح وهي شفائه لمُقْعَد بيت حسدا، كما أيضًا سبق أن يسوع المسيح أقام لعازر من الموت.
 
إن معجزتي بطرس الرسول لا تتساوى مع معجزتي يسوع المسيح. فمعجزتي يسوع المسيح كانتا بقوته الذاتية لأنه الإله المتجسد. أما معجزتي بطرس الرسول الإنسان فكانتا بنعمة يسوع المسيح وهِبَة منه لتلاميذه، وتحقيقًا لقوله لهم: "الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها" (يوحنا 12:14)، وكذلك لقوله لهم: "اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السماوات. اشفوا مرضى. طهروا برصًا. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين. مجانا أخذتم، مجانا أعطوا" (متى 7:10 و8). 
 
هذه النعمة والهِبَة التي منحها يسوع المسيح لتلاميذه مُنِحت للمسيحيين جميعًا ليتمجد بهم ويؤمن به آخرون. ذلك كما حدث بعد معجزتي بطرس الرسول، فقد ذُكر في رسالة اليوم أنه بعد المعجزة الأولى لبطرس ذُكر أن "الذين رؤوها مجدوا الرب"، وفي المعجزة التانية ذُكر أن "الذين رؤوها آمن كثيرون بالرب". وهذا يتجلى مع القديسين الذين بمعجزاتهم الشفائية للمسيحيين يتمجد يسوع المسيح ولغير المسيحيين تقودهم للإيمان به. كما أننا في لحظات ضيقنا نطلب معونة الرب يسوع المسيح بشفاعة قديسيه، أي نطلب منهم أن يؤازروا طلبتنا عند الرب يسوع المسيح بسبب ضعفاتنا وكونهم مُمَجدون عنده.
 
ماذا عنا نحن؟ نحن جميعًا مدعوون لننال هذه النعمة والهِبَة لنُمنح القداسة، فنحن نحمل الروح القدس الذي نلناه في المعمودية والذي حل على تلاميذ الرب. هذه القداسة ننالها بأعمالنا المرضية له. وهذه الأعمال لها وجهان: الأول منطلقها محبتنا ليسوع المسيح وأن ما نقدمه للإنسان الآخر هو أننا نرى في وجهه وجه الرب، والثاني لأنه أخانا في الإنسانية. وليس كاللادينيين والمنظمات الإنسانية الذين منطلقهم واحد فقط هو خدمة الإنسان كإنسان والالتزام بما تفرضه القوانين الوضعية ليكونوا مواطنين صالحين، هذه المواطنة هي مواطنة أرضية خالية من القداسة ولا تقود إلى المواطنة السماوية، لذا لا يوجد منهم قديسون. 
 
نحن في الكنيسة كل ما نقوم به وما نعمله يجب أن يكون باسم يسوع المسيح ليتمجيد بها وبالتالي نتمجد نحن به، ذلك كما يوصينا بولس الرسول بقوله: "وكل ما عملتم بقول أو فعل، فاعملوا الكل باسم الرب يسوع" (كولوسي 17:3). لهذا أعمالنا وأفعالنا الاجتماعية في الكنيسة يجب أن تكون ليس فقط مجرد عمل وفعل اجتماعي ترفيهي لجمع الرعية، بل يجب أن يكون منطلقها ربط الرعية بالكنيسة وبمسحة مسيحية، خاصة الأنشطة الشبابية في الكنيسة. وهذه مسئولية يتحملها القائمون على الكنيسة؛ القول "مسئولية" لأنهم سوف يُسألون إن كانوا أمناء على ما أُوكل إليهم من خدمة يتمجد بها الرب يسوع المسيح وتقود شعبه المؤمن للاتباط بالكنيسة وللقداسة، ذلك كما يقول بولس الرسول "ثم يُسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينًا" (1 كور 2:4) المسيح قام ... حقًا قام".