ياسر أيوب
حين يسيل الدم فى كل مكان ويقترب الموت من الجميع دون استثناء.. وحين تنهار فى لحظة حياة وأحلام وبيوت وتغيب أسماء ووجوه.. لا يصبح الحديث عن كرة القدم ترفًا ورفاهية كما كان فى الماضى.. فقد كانت كرة القدم منذ بدأت الحرب الحالية فى غزة أحد أهم أسلحة فلسطين.. وأصبح طوال الوقت لفلسطين اسم وصوت وعلم فى مختلف ملاعب العالم.
ونجحت عبر خمسة أشهر فى تغيير أفكار وأحكام وقناعات كثيرين فى العالم كله عن فلسطين وأهلها وقضيتها.. وحين وقف جبريل الرجوب منذ 12 يومًا أمام كونجرس الفيفا فى تايلاند يطالب بتجميد النشاط الكروى لإسرائيل بعد الذى قامت به ولاتزال فى غزة، وإبعاد منتخبها وأنديتها عن أى بطولات دولية وأوروبية.. كان «الرجوب» يعرف أن العالم لم يعد نفس العالم قبل أكتوبر الماضى.
ولهذا طلب «الرجوب» تصويت الجمعية العمومية، واثقًا أن بلدانًا كثيرة ستمنح أصواتها هذه المرة لفلسطين.. ورفض إنفانتينو إجراء هذا التصويت فى اجتماع حضره مسؤولو 211 دولة، وأحال الطلب إلى لجنة قانونية لدراسته وإعداد تقرير سيناقشه مجلس الفيفا فى 25 يوليو المقبل ليقرر الاستجابة أو رفض الطلب الفلسطينى.. وكان هذا ما أرادته إسرائيل بالضبط وحاربت من أجله طويلًا قبل انعقاد الكونجرس.
فتصويت 211 دولة مغامرة لم تعد مضمونة كما كان فى الماضى، بعدما انفجرت كل ملاعب العالم غضبًا وصراخًا للمطالبة بحق الدم الفلسطينى.. والأسهل بالتأكيد تصويت مجلس الفيفا الذى يضم رئيسًا و8 نواب للرئيس و28 عضوًا.. ولا أحد بالطبع يستطيع توقع ما سيقرره المجلس، وهل سمع أعضاؤه صرخات المدرجات والملاعب، وهل رأوا الكوفية الفلسطينية تحيط برقاب نجوم ومدربين، وآخرهم كانت ابنة جوارديولا فى احتفال مانشستر سيتى بالفوز بالدورى؟.
وفى كل الأحوال لدينا فى هذا المجلس البحرينى الشيخ سلمان آل خليفة، النائب الأول للرئيس، رئيس الاتحاد الآسيوى.. وأربعة أعضاء، هم: المصرى هانى أبوريدة، والمغربى فوزى لقجع، والقطرى الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، والسعودى ياسر المشعل.. وأكد الشيخ سلمان أن الآسيويين يؤيدون فلسطين، وهم خمسة أعضاء فى مجلس الفيفا.. ولم يقل موتسيبى، رئيس الاتحاد الإفريقى، شيئًا باسمه أو نيابة عن أربعة أعضاء أفارقة.
ولايزال غامضًا أيضًا موقف نائب رئيس وأربعة أعضاء من أمريكا اللاتينية.. والمتوقع بالطبع أن يرفض الأوروبيون الطلب الفلسطينى، وسبق أن أعلن تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبى، أن أوروبا لن تسمح بإبعاد إسرائيل.. وقد يكون هذا هو موقف أمريكا الشمالية والوسطى أيضًا.. وأتمنى لو استطاع جبريل الرجوب إهداء كل أعضاء هذا المجلس ملفًا يضم صورًا وشهادات عما جرى فى غزة وملاعب كرة العالم أيضًا.
نقلا عن المصرى اليوم