حمدى رزق

والعنوان مشتق بتصرف من عنوان فيلم «رفعت عينى للسما»، الفائز بجائزة «العين الذهبية» لأفضل فيلم تسجيلى فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى دورته الحالية رقم (77).

 

الفيلم يعالج أحلام فتيات عاديات بسيطات يلبسن ملابس ملونة فى قرية صعيدية مصرية جميلة، تسجيل لمغامرة مجموعة من الفتيات اللاتى قررن أن يؤسسن فرقة مسرحية ويعرضن مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدى فى شوارع قريتهن «البرشا» فى تحدٍّ للموروث والسائد.

 

غالبًا ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة، ولكى ننجح علينا أولًا أن نؤمن أنه بمقدورنا تحقيق النجاح، جرأة بنات البرشا ضمنت لهن النجاح، وبرزن جريئات ملهمات، بفهم واعٍ، وإدراك للتغيير، وطموح لإثبات الوجود، البنت زى الولد، مش كمالة عدد.

 

رفعت بنات قرية «دير البرشا» (ملوى/ المنيا) راسنا للسما، فعلتها البنات الجميلات، فعلتها ماجدة مسعود، وهايدى سامح، ومونيكا يوسف، ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا هارون، ويوستينا سمير (مؤسسة الفريق)، والفيلم من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير.

 

نسجل الأسماء بفخر، يستحقون حفاوة من كل مصرى، عنوان من عناوين الفرح، إنجاز مصرى، لايزال الصعيد الطيب قادرًا على إنجاب البنات الملهمات.

 

بنات البرشا يغيرن الصورة الموروثة عن الصعيد.. بنات البرشا فى «كان» ينثرن البهجة، ويحزن الإعجاب، كنَّ حالة مصرية متألقة.

 

إننى حُرة كسرت قيودى، منجز بنات البرشا رد بليغ على «حزب القفة والشوال»، حزب أعداء المرأة، لطمته بنات البرشا، أخرسن برقيهن إبداعًا المتطاولين، وبموهبتهن، وجدارتهن، ارتقين فوق الصغائر التى بها يهرف المتعصبون، مصابون بالعصاب

 

ماجدة وهايدى ومونيكا.. وبقية الرهط السعيد رددن بجدارة واستحقاق على من لا يستحقون الرد.. والرد فيهم خسارة، وكتبن سطورا فى كتاب الوطن، فصل الرقى والإبداع، فى باب العظيمات، وهذا ما لا يفقهه حزب القفة أم ودنين.

هل كل هذا الألق والسطوع يختبئ تحت القفة؟!

 

هل هذا الإبداع والرقى يختفى جوه شوال؟!

 

وكأنهن يؤدين صلاتهن إخلاصًا فى محراب الوطن، وأنفاسهن متقطعة ألسنتهن تلهج بأغلى اسم فى الوجود «مصر»..

 

إذن من الذى يهرف بهراء «الحريم» وسخام الطائفية والأذية الدينية؟!

 

من ذا الذى يشيح بوجهه عن الجمال فى منتهى الإبداع بتبجح الحرام والعورة؟!

 

من ذا الذى يتنطع بالعنصرية والطائفية، ويسىء لهن، القبيح من أتى بالقبيح من قولٍ أو فعلٍ!!

 

«كان ياما كان» وحدث فى «كان» حزب أعداء المرأة، وهو فرع من «حزب أعداء النجاح»، مُنى بهزيمة مذلة، لم يتحسب لها، ولن تقوم لهذا الحزب قائمة، لن نسمع لهم صوتًا بعد، وإذا خرجوا على الناس يهرفون بساقط القول، كما جُبلوا على الفحش اللفظى تنمرًا وتحرشًا، ستُسكنهن النساء فى قعور كهوفهم التى يعيشون فيها.

 

مضى زمن مكسورة الجناح، واكسر للبنت ضلع، والبنت مكانها البيت مش الغيط، وإذا خرجت ففى قفة أو شوال حسب الموضة الشرعية.

 

 

لباس بنات البرشا كان ملونًا رقيقًا محببًا، كنَّ فى «كان» قمة الرقى والاحترام، صورة تفرح القلب للبنت المصرية، عنوان عريض للمرأة المصرية، سيدة الكمال الإنسانى.

نقلا عن المصرى اليوم