ياسر أيوب

يسعدنى كصديق أن ينجح شريف العريان ويصبح رئيسًا للاتحاد الدولى للخماسي الحديث فى الانتخابات التى ستقام فى نوفمبر المقبل.. لكن لا يسعدنى كصحفى مصرى أن يترك «العريان» الاتحاد المصرى للخماسى الحديث بعد كل ما حققه لهذه اللعبة من نجاحات وتغيير وتطوير.

 

ولابد بهذه المناسبة من التوقف أمام ملف جعلتنا رومانسيته الزائدة لا نرى الواقع والحقائق المجردة.. فالمناصب الرياضية الدولية كانت وستبقى دائما لأفراد وليست لبلدان.. ووصول أى مصرى لرئاسة اتحاد رياضى دولى أمر رائع لكنه سيبقى انتصارا لصاحبه وليس لمصر.. والمشكلة أن كثيرين ممن يرشحون أنفسهم لمناصب دولية كبرى يبدأون بالتأكيد على أنها ليست حربهم الشخصية لكنها حرب لمصر وصورتها وسمعتها ولهذا يطلبون من مصر كل الدعم المالى والسياسى والدبلوماسى..

 

لكنهم بعد نجاحهم يقولون إن مناصبهم الدولية لا تعنى أنهم سفراء لمصر فى تلك الكيانات الرياضية الدولية.. وهم صادقون فيما يقولونه بعد نجاحهم لكنهم يكذبون أو على الأقل يبالغون كثيرا حين يقولون إنهم يريدون المنصب فقط من أجل مصر.. فمصر لا مصلحة لها فى ذلك وليست مضطرة لإنفاق الكثير من المال والجهد من أجل نجاح أى أحد.. فسويسرا التى تستضيف مقر اللجنة الأوليمبية الدولية لم يشغل رئاستها أى سويسرى أو أى إنجليزى رغم كل الألعاب التى اخترعها الإنجليز..

 

ولم يصل لمنصب رئيس الفيفا أى ألمانى أو إيطالى رغم أن البلدين هما الأكثر فوزا بالمونديال بعد البرازيل.. ورغم أن إسبانيا هى الأكثر فوزا ببطولات الكرة الأوروبية المختلفة إلا أنه لم يتول رئاسة الاتحاد الأوروبى أى إسبانى.

 

وكان لابد من توضيح ذلك قبل العودة إلى شريف العريان وطموح رياضى شخصى مشروع فى تولى رئاسة الاتحاد الدولى للخماسى الحديث.. ورائع أن هذا الرجل لم يقبل أن يبيع الوهم لأى أحد كما أنه أعلن أنه أيضا لن يبقى رئيسا للاتحاد المصرى.. فهو رجل شديد التهذيب والاحترام ويثق فيه ويقدره رياضيون كثيرون فى العالم وقدم لمصر بطولات وبطلات وأبطال وميداليات دولية وأوليمبية.. وتم اختياره من قبل أكثر من مرة كأفضل رئيس اتحاد محلى للخماسى الحديث فى العالم.

 

 

وإذا نجح شريف العريان وأصبح رئيسا للاتحاد الدولى للخماسى الحديث.. سيصبح المصرى الرابع الذى يدير أحد الاتحادات الرياضية الدولية الأوليمبية.. ففى 1968 أصبح عبدالمنعم وهبى رئيسا للاتحاد الدولى لكرة السلة.. وفى 1999 أصبح أدهم شرارة رئيسا للاتحاد الدولى لتنس الطاولة.. وفى 2000 أصبح حسن مصطفى رئيسا للاتحاد الدولى لكرة اليد.. والمؤكد أن مصر تعتز بهؤلاء ونجاحاتهم من باب اعتزاز بوطن وأبنائه.. لكنها لم تكن انتصارات رياضية لمصر فى هذه الألعاب.

نقلا عن المصرى اليوم