مدحت قلادة

نعم بنات ، نعم مسيحيات لهذا السبب لم يهتم بهن الأعلام ولم تقدرهم الدولة ولم يستقبلهن المحافظ ليس لانه محافظ له خلفية عسكرية او خلفية أمنية لا يفهم في الفن ولا يعرف سوى تمام يا افندم انما لكون اننا نعيش العهد السلفي أزاح السيسي العهد الاخواني عن رئة مصر ليتربع في عهده السلفيين على رئة مصر !!!

 

انه الواقع الذي نعيشة في مصر واقع مرير حزين الشعب المصري مكسور كان يطلق عليه ملك الفكاهة واتذكر انني علمت ذلك حينما كنت في مؤتمر بمدينة أربيل حيث تلقيت دعوة كأحد الكتاب في أسبوع المدي الثقافي وكانت هناك دكتورة لبنانية تسابق كل الحضور للحصول منها علي ميعاد لإجراء حوار معها ، فكانت تسأل اي جريدة ؟ فكان بالطبع يرد عليها الصحفي باسم ونوع الجريدة او الموقع .

فتعجبت من تسابق كل الصحفيين في المؤتمر لإجراء حوار معها ، فسألتها ايضا ممكن اجراء حوار معكم ؟ فسألتني جريدة ايه ؟ فأجبتها لا ليس لجريدة انما لي شخصيا . فضحكت واسردت انتم كده يا مصريين دمكم خفيف في كل المواقف .

 

ادركت فعلا اننا نحن المصريين شعب يحب المرح و مهما كانت الازمات فنحن شعب الابتسامه والفكاهة و خفه الظل .

 

فقدنا كل هذه الصفات الجميلة مع الصحوة الدينية التي فقد معها المصريين الضمير والحب و الوطنية والإتقان والتفاني في العمل والجمال ايضا ، هذه الصحوة التي اكتسبها الشعب مع جيل واعظي البترودولار الوهابي الذي نشر الفرقة وحلّل وقنن القبح و أعدم الضمير و افسد الحب و دمر الابتسامة المصرية و نشر الكراهية " كراهية الاخر المخالف ، كراهية الجمال ، كراهية الحياة " فأصبحنا شعب نمجد الموت و نكره الحياة

 

بالطبع شعبنا شعب متدين بالفطرة منذ قديم الأزل وأجدادنا العظماء كانوا يعيشون بقيم اخلاقية وكود اخلاقي رفيع أهم بنود هذا الكود هو حب الكل وتقدير المخالف حتي ان في المعابد المصرية كانت المعابد لالهة المصريين يقام فيها معبد لآلهة الغرباء لكل زائر بلادنا العظيمة .

 

ولكن مع ظهور إسلام البترودولار في عهد الرئيس المؤمن " الكافر بالقيم الإنسانية " سخر الإعلام المصري لشيوخ التطرف مثل الشعراوي والقرضاوي و كل شيوخ حاملي مباخر الوهابية المتضخمة جيوبهم و ارصدتهم من البترودولار لنشر الكراهية و السخرية من الاخر والاهم تعظيم النرجسية الدينية ، التي تعظم الذات والإيمان الفارغ ، هذا الإيمان الفارغ الذي يهمل من وجود ترجمة هذا الإيمان علي ارض الواقع وانعكاس هذا الإيمان من حب وداعة سمو رقي خلال تعامل مع الاخر حتي المخالف .

 

بالطبع كانت نتائج عمل الرئيس المؤمن عظيمة بعد تسخير كل مقدرات الدولة واجهزتها لنشر التطرف والإرهاب الديني فنبتت هذه النبته الشيطانيّة بين المصريين وانتشر الكراهية والنرجسية الدينية الفارغة ،،، الي ان رحل الرئيس الكافر بالقيم الانسانية واستحق ان يلقب " رئيس حقق النصر نشر الارهاب واخيرا حصد علي الشريعة " ومنذ ذلك الحين ومصر تتجرع نتاج ما زرعة السادات .

 

ومازلت مصر تدفع للان فترة الرئيس الصامت علي امل التوريث فتمكن اخوان الشياطين من تكملة رسالة الكراهية الي ان تمكن بكل اسف من حكم مصر رئيس اخواني " مندوبا لمكتب الإرشاد " واخيرا بعد عام كامل رحل مندوب مكتب الارشاد وفرح الشعب ورفع شعار " عيش حرية عدالة اجتماعية " علي امل دولة جديدة ورئيس يعمل علي ازالة أوساخ الفكر الوهابي العفن والتدين الشكلي القذر وكانت الطامة فإذ بقدوم رئيس سلفي يجيد معسول الكلام وأفعال مرة علي ارض الواقع .

 

رئيس رفع شعار اهل الثقة اولي من اهل الخبرة فتمكن من نخاع مصر قيادات عسكرية وأمنية عديمة الفكر قصيرة الرؤيا فسقطت مصر في ديون و عوز وغرقت العملة الوطنية وتمكن الدين المظهري من الشعب اكثر وأكثر فأصبح فوق كل مكتب مسئول لص يافطة " ان هذا من فضل ربي " وتستمر مصر في السقوط فيصبح بكل تبجح الدين هو الاداه الأولى للفرز بين البشر و لا صوت يعلوا فوق شيوخ الكراهية وبكل اسف تم اخصاء 110 مليون ليصبح صوت واحد فقط هو العاقل ألفاهم صاحب الرؤيا والكل يصفق او يصيح أمين .

 

مصر تحتاج ثورة علي السلفية الإسلامية والتدين الشكلي ، مصر تحتاج لتصحيح مفاهيم ان الدين أعمال ليس نرجسية دينية فارغة ، مصر تحتاج الي العودة للعمل الجاد وليس للمساجد دور في بناء مصر الجديدة فالعمل الجاد سر النجاح ، مصر تحتاج الي وقفه حقيقة لكل أبنائها لرفض الفرز علي أساس الدين ، مصر تحتاج لعودة اهل الثقة الى مواقعهم وتقلد اهل الخبرة زمام مصر .

 

الي ان تقوم مصر من سقطتها علينا جميعا كمصريين ان نهلل ونعظم فتايات مصر برفع اسم مصر عالميا وعلينا رفض الفرز الديني و عودة الاعلام المستنير الوطني و يسقط كل إعلامي خسيس يتخذ الدين اداة فرز وليعود مصر اولا ومصر للمصريين . لتكون بداية صحيحة لمصر جديدة بلا سلفية وهابية ولا فرز ديني طائفي ولا اهل ثقة شعارهم تمام يا افندم وأرض الواقع قاحلة …

 

شكرا لشابات مصر العظماء لرفعهم اسم مصر و شكرا لكل إعلامي يشارك في ايقاظ مصر من السقوط المميت لإنهاض مصر من مستنقع التخلف والتطرف والإرهاب الملتحف بالدين

 

" العلم يبني بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيوت العز والكرم"

نقلا عن الحوار المتمدن