القمص اثناسيوس فهمي جورج
عزيز في عيني الرب موت اتقيائه - رحل في ٢٦ مايو  ٢٠٢١ م ، المؤرخ  أمير نصر  احد صناع وحفظة  التاريخ القبطي المعاصر  ، واحد اعلامه ، وهو الذي لمسنا  فيه قرابة روحية وكيانية مع الكاروز مرقس الرسول وكنيسته . ايقونة للخادم التقي النقي الوفي الزاهد والمسكين بالروح - عرفته خادما للدياكونية في اسقفية خدمات انبا صمويل الاسقف والشهيد  ، وعرفته في مجالات التنمية ومحو الأمية ، ومدرسا للتاريخ الكنسي في الكلية الاكليريكية الام ، خادما لمدارس احد الكنيسة ، وعرفته ايضا  امينا لوحدة الحياة الكنسية في اسقفية الشباب . إنه يمثل جيلا ، ويمثل حياة وتسليم وشخوص عاشوا طيبة وبساطة المسيح وخلاصه في حياة كنيسته ...  فعطروا الارجاء وشمسهم لن تغرب  .  ولا انسي طموحه الاخير الذي كلمني عنه حول أن يبدء مشروع أحياء وتجميع وتوثيق وفهرسه تراث معلم الأجيال البابا شنودة الثالث ال ١١٧  ( مركز عذراء الزيتون  )، الذي يكتمل ويتثبت الان ، والذي كان شغله الشاغل  ، وهو مشروع فخر قبطي للكنيسة  مضاف للأجيال ، يرصد حلقة مفصلية من  وجودها المعاصر .

كان امير نصر من الخدام الاساتذة المتميزين نظرا لتقواه وطوباوية سيرته ، تميز جدا بخبراته وحسه التاريخي المعاش و بغيرته علي مسيرة التعليم ومناهجه وشروحاته وصياغاته ومفرداته وتاريخيته . لذلك صار احد الاعمدة المشاهير في التدريس والتأريخ .

ولد في فبراير  ١٩٤٩ م بحي الظاهر - القاهرة  . وتربي في فصول مدارس احد " الظاهر والفجالة " .. تتلمذ علي يد ابينا ميخائيل ابراهيم .

بدء خدمته في اسقفية الخدمات تحت رعاية انبا صمويل الاسقف والشهيد وتكرس للتعليم الاكليريكي تلميذا لانبا شنودة اسقف التعليم في سنة ١٩٦٩ وحصل علي  ليسانسية التاريخ من كلية الاداب جامعة عين شمس .  

لقد تلامست معه اثناء حياة انبا صمويل الذي اوفده للاشراف علي خدمات محو الامية والتنمية بالاسكندرية والتي انطلقت من كتيسة مارمينا فلمنج بخدمة ابونا يوحنا حنين ، وايضا لبي دعوتي لخدمة اجتماع خدام الدياكونية الريفية والاحياء  الشعبية المركزي والذي كان  يجمع خدامها بالمرقسية الكبري ( مساء كل يوم اثنين ) ، في اواخر السبعينيات  . كذلك ساندنا في لقاءات القادة وامناء خدمة التربية الكنسية لايبارشية الاسكندرية في التسعينيات .  ساهم  ايضا معنا في بدايات مدرسة تيرانس للتعليم اللاهوتي والوعظ .

ان سيرة حبيبنا المبارك امير نصر تتكلم بشهادة الاعمال والاقوال . وباسهاماته في الاكليريكية والتربية الكنسية واسقفيتي الخدمات العامة والشباب  ولجان الحياة الكنسية والعمل المسكوني في مجلس كنائس الشرق الاوسط . وبمؤلفاته التاريخية وسرده للسير في الكتب والدوريات والمحاضرات الدارسية . لتبقي سير المعاصرين امتدادا لارواح المكملين الذين سبقونا في تذوق الفرح الابدي  حتي صاروا ناظرين الان لا في مرآة في لغز لكنهم في حضرة المعبود وجها لوجه .