محرر الاقباط متحدون
البابا فرنسيس .. يتابع البابا فرنسيس لقاءاته مع إكليروس أبرشية روما، فبعد أن التقى بالكهنة المسنين، توجه عصر أمس الأربعاء إلى "بيت التلميذات التقيات للمعلم الإلهي" في حي بورتوينسي حيث كان له لقاء مع الكهنة الشبان الذين نالوا السيامة الكهنوتية خلال السنوات العشر الماضية. لقي الحبر الأعظم ترحيباً حاراً من قبل الراهبات اللواتي قدمن له بعض الهدايا، ثم أجرى فرنسيس حوارا مع الكهنة تمحور حول قضايا تتعلق بالقرب من الناس، خدمة المرضى والمسنين، كما تم التطرق إلى جمال أبرشية روما ونقاط ضعفها.

وصل البابا فرنسيس إلى دير الراهبات عند الساعة الرابعة عصراً وسط هتاف وتصفيق المستقبلين، حيث التقى بقرابة تسعين كاهناً من أبرشيته، روما، نالوا سيامتهم الكهنوتية منذ العام ٢٠١٤، وجاء اللقاء بعد أن اجتمع في الرابع عشر من الشهر الجاري إلى الكهنة المسنين الذين يقومون بخدمتهم منذ أكثر من أربعين سنة، على أن يتبع هذين اللقاءين لقاء ثالث، في الحادي عشر من حزيران يونيو المقبل، مع الكهنة المنتمين إلى الفئة العمرية المتوسطة.

لدى وصوله تبادل البابا بعض الكلمات مع الراهبات، الإيطاليات والأجنبيات، والموظفات في الدير، ومن بينهن من يشرفن على إصدار مجلة "الحياة في المسيح وفي الكنيسة"، برفقة أبنائهن. وقد صافح البابا الجميع فردا فرداً قبل أن يمنح الكل بركته الرسولية، علماً أن راهبات "التلميذات التقيات للمعلم الإلهي" احتفلن في شباط فبراير الماضي بالذكرى المئوية لتأسيس جمعيتهن، وقد قدمن للبابا كتاباً يروي سيرة حياة المؤسسة. بعد تبادل التحيات صعد البابا إلى الكنيسة حيث كان ينتظره الكهنة الشبان الذين استقبلوه بالتصفيق الحار، ومن بينهم من نالوا السيامة الكهنوتية هذا العام. افتتح الحبر الأعظم اللقاء بالصلاة وبقراءة الإنجيل.

بعدها حاول البابا فرنسيس الإجابة على أسئلة طرحها عليه الكهنة، بعيداً عن عدسات الصحفيين وميكروفوناتهم، وأوضحت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في بيان أصدرته مساء أمس أن المواضيع التي تم التطرق إليها تحمل طابعاً رعوياً، من بينها خبرة السنوات الأولى من الخدمة الكهنوتية، واكتشاف إيمان الناس، فضلا عن تحدي التواصل وخدمة المرضى التي تتطلب من الكهنة أن يكونوا قريبين منهم وأن يعاملوهم برأفة وحنان، ولم يخل الحديث من التطرق إلى الأزمات التي يمكن أن تعترض الحياة الكهنوتية.

أكد البابا فرنسيس أن لا أحد يستطيع أن يخرج من الأزمة بمفرده، وتحدث مع الكهنة عن أبرشية روما، متوقفاً عند جمالها ونقاط ضعفها أيضا، وأشار إلى أن معالجة المشاكل تتطلب الحوار، لا الثرثرة. وتناول أيضاً المسيرة السينودسية الراهنة، محذراً من مغبة تحويلها إلى شعار عوضاً عن اختبارها كطريقة لعيش حياة الكنيسة. وتوقف الحبر الأعظم أيضا عند الإرشاد الرسولي للبابا بولس السادس  Evangelii nuntiandi  "الالتزام في إعلان الإنجيل"، لافتا إلى أن تلك الوثيقة ما تزال آنية لغاية اليوم، وهي بمثابة جوهرة تعضد النشاط الرعوي.

أضافت دار الصحافة الفاتيكانية أن البابا تطرق أيضا في حديثه مع الكهنة إلى قضايا تتعلق بالمدينة والقرب من الأشخاص، والأبوة، والعلاقات الصعبة، وشدد فرنسيس في هذا السياق على ضرورة أن يكون الكهنة قريبين من العجزة طالباً من كل كاهن أن يُخضع نفسه لهذا الامتحان ويسأل ذاته ما إذا كان يزور العجزة ويصغي إليهم. في ختام اللقاء، وقبل أن يُلقي البابا التحية على الكهنة دعاهم إلى المشاركة في القداس الإلهي لمناسبة عيد جسد الرب، والذي سيُحتفل به يوم الأحد المقبل، الثاني من حزيران يونيو، وشكر الجميع على هذا اللقاء، وعلى الحوار الذي تميّز بالصراحة التامة.

يُذكر أنه منذ أيلول سبتمبر من العام الماضي يقوم البابا بزيارات إلى مختلف رعايا أبرشية روما حيث يلتقي بالكهنة ويستمع إلى تحدياتهم وصعوباتهم، كما يقوم بالاطلاع على النشاطات التي تقوم بها أبرشيته، التي أصبحت كما قال في أكثر من مناسبة "أرضا للرسالة".